جبر الضرر في الذكرى المئوية الرابعة لطرد الموريسكيين من إسبانيا

قالت الدكتورة فدوى الهزيتي، من جامعة الحسن الثاني، في تصريح خصت به "مدارك"، إن النقاش في ندوة الموريسكيين، ينبغي أن يبقى علميا لا غير، وأوضحت، على خلفية النقاش الذي دار في الجلسة الافتتاحية حول جبر الضرر بالنسبة للموريسكيين، أن التعويض أو الاعتذار عما حدث من طرد وتعذيب وإكراه للموريسكيين لن يفيدهم في شيء

واعتبرت الهزيتي أن التعويض الذي يستحقه الموريسكيون هو التعويض العلمي، وذلك عبر البحث والكشف عن الحقائق والملابسات، وتوثيق الوقائع والأحداث التي عانى منها المطرودون.

وكان نقاش قد احتدم في الجلسة الافتتاحية، أول أمس في الندوة الدولية: "الموريسكيون وتراثهم: بين الأمس واليوم"، حول التعويض المعنوي أو ما عبر عنه البعض بالجبر الضرر، أو الاعتذار أو الاعتراف.

وقال برنار فانسان، من معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية بفرنسا، إن الاعتراف أو الاعتذار عن طرد الموريسكيين من طرف البابا أو الحكومة الإسبانية هو حق، ووصف المطالبة بأي شيء فوق هذا بأنه "مثالي"، معتبرا أن المطالبة بعودة الموريسكيين أو تعويضهم ماديا أمرا "سرياليا".

من جانبه، وافق الدكتور عبد المجيد قدوري من جامعة الحسن القاني، برنار فانسان فيما ذهب إليه، مؤكدا أن المطالبة بالاعتذار أمر مشروع.

وعارض ميكيل أنخل دي بونيس إبارا من المعهد العالي للبحث العلمي بإسبانيا، فكرة الاعتذار، في تعقيب له على الموضوع، مبينا أن ذلك غير واقعي، وقال بأن ملكية القرن السابع عشر التي وقعت على عهدها أحداث طرد الموريسكيين من إسبانيا ليست هي اليوم، مستنكرا أن يتحمل جيل اليوم أخطاء الماضي.

وذكر أن فتح هذا الباب ربما يؤدي إلى متاهات لا طائل من ورائها، وقال بأن هذا يلزم الاعتذار من كل شيء مورست عليه أي نوع من الأفعال، حتى أنواع الأسماك التي نأكلها سيصبح من المفترض علينا تقديم الاعتذار لها.

جدير بالذكر أن هذه الندوة الدولية، التي تختتم فعالياتها يوم السبت 31 أكتوبر الجاري، امتدت في الفترة ما بين 28 و31 من الشهر نفسه، وذلك بمشاركة العديد من المفكرين والأكاديميين والباحثين.

وتهدف الندوة، التي نظمها معهد الدراسات الاسبانية البرتغالية بالعاصمة الرباط بالتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – الدار البيضاء، إلى سبر أغوار حياة الموريسكيين الدينية وأوضاعهم الاقتصادية وخصوصياتهم الثقافية، وتحليل أسباب وممهدات ونتائج طردهم، وسلوك دروب تجربتهم في بلدان المهجر كالمغرب، ورصد مسالك بحثهم عن ذواتهم وهويتهم.

وشكلت هذه الندوة المتعددة التوجهات والاختصاصات، موعدا للمؤرخين والباحثين والمختصين في تاريخ وتراث الموريسكيين، وفضاء لرؤى وآراء مختلفة وأفكارا وطروحات جديدة حول القضية الموريسكية، من كل جوانبها وفي كل أبعادها.

وتمحورت عروض جلسات هذا اللقاء العلمي حول القضايا التالية:

الجلسة الافتتاحية: الموريسكيون بين التاريخ والتأريخ: الحصيلة والآفاق
طرد الموريسكيين: الممهدات والنتائج
الموريسكيون في المهجر
التراث الثقافي والتقني الموريسكي
الجلسة الختامية: الحوار بين الشعوب: عبر من الماضي واستشرافات مستقبلية .