إعادة تشغيل أكبر آلة تجربة فيزيائية في العالم

شغلت بنجاح تجربة ما يعرف باصطدام "الهادرون" الضخم LHC - أكبر آلة في العالم -لمحاكاة "الانفجار الأعظم" الذي يعتقد أنه مصدر لنشأة الكون، وذلك بعد توقف للتجربة طيلة 14 شهرا، حيث تمكن المهندسون القائمون على الآلة الضخمة من إنتاج دوامة من البروتون.

وتتمثل المنشأة التي تجري فيها تجربة المحاكاة في نفق دائرة بطول 27 كيلومترا على عمق يناهز 100 متر تحت سطح الأرض عند الحدود الفرنسية-السويسرية.

وتقوم التجربة على محاولة صدم أشعة من البروتونات بعضها ببعض في مسعى لإلقاء بعض الضوء على طبيعة الكون ونشأته.

وتقوم الهيئة الأوروبية للبحوث النووية على تشغيل آلية التجربة، والتي تهدف لتخليق ظروف مشابهة للتي يعتقد أنها كانت متوافرة وقت وقوع الانفجار الأعظم الذي تعزى إليه نشأة الكون.

والنجاح الذي تحقق في صدم شعاعات البروتونات مع بعضها البعض يعتبر الأول، وقد وصفت هذه الخطوة بـ "الانجاز العظيم" بالنسبة لمن يعملون في هذه التجربة الفيزيائية العملاقة.

في هذا الصدد قال رولف هوير المدير العام لـ "سيرن": "إنه انجاز عظيم ان نصل الى هذا المدى في زمن قصير". بيد انه اضاف "ولكن ينبغي ان نضع في منظورنا – انه مازال امامنا الكثير لعمله قبل ان نبدأ البرنامج الفيزيائي لمصادم الهدرون الكبير LHC".

وقد وضعت آلات "استكشاف" كبيرة على نقاط التقاطع، لتقوم بحساب حجم التدمير في هذه التصادمات وما تسفر عنه، الامر الذي قد يسفر عن اكتشافات قد تغير افاق المعرفة الانسانية.

ويبحث العلماء عن علامات "بوزون هيجز"، وهي جزيئة من دون ذرية تعد اساسية لفهمنا الراهن للفيزياء. اذ على الرغم من العلماء توقعوا وجودها (نظريا)، الا انهم لم يتمكنوا من تحديدها بعد.

وكانت المنشأة قد أوقفت في سبتمبر 2008 بعد تسعة أيام من تشغيلها بسبب عطل كهربي أسفر عن تسرب للهيليوم المسال المستخدم في تبريد العملية التجريبية وصولا لحرارة -271 تحت الصفر مئوية.