300 إسلامي يهاجمون قناة نسمة في تونس ومتشددون يهاجمون كلية الاداب بعد رفض تسجيل طالبة منقبة

هاجم نحو 300 شخص من الاسلاميين المتشددين الاحد مقر محطة تلفزيون خاصة في تونس بثت فيلما فرنسيا-ايرانيا ونظمت مناظرة حول التطرف الديني، حسبما قالت القناة وزارة الداخلية.

وذكر هشام المؤدب المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية لفرانس برس "اتجه نحو مائتي سلفي انضم اليهم نحو مئة شخص اخرين الى قناة نسمة لمهاجمتها. تدخلت قوات الامن وفرقت المهاجمين"، مشيرا الى اعتقال نحو مئة شخص.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية أن قوات الأمن اعتقلت نحو مئة سلفي من بين حوالي 300 حاولوا اقتحام مقر محطة "نسمة تي في" الفضائية التونسية في شارع محمد الخامس وسط العاصمة تونس.

وقال نبيل القروي مدير المحطة إن "قوات الأمن استعملت الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 300 متشدد ديني يحملون العصي وأسلحة بيضاء وبينهم نحو ثلاثين بالمائة من المحجبات والمنقبات حاصروا مقر القناة وحاولوا اقتحامها لإحراقها".

وأضاف القروي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" أنه "سيقيم دعوى قضائية ضد المعتدين"، معتبرا ما حصل اليوم بأنه "دكتاتورية جديدة تهدد حرية التعبي" في البلاد التي أطاحت فيها ثورة شعبية بنظام الرئيس الدكتاتوري المخلوع زين العابدين بن علي يوم 14 يناير الماضي.

وذكر القروي بأن متشددين دينيين كونوا مجموعات على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك دعوا من خلالها إلى التظاهر اليوم الأحد أمام مقر القناة وإحراقها وقتل العاملين فيها بعد عرضها (ليلة الجمعة الماضي) فيلما كرتونيا إيرانيا اعتبره متطرفون أن فيه تجسيدا للذات الإلاهية.

ويحمل الفيلم الذي تمت دبلجته إلى اللهجة العامية التونسية عنوان «بلاد فارس» وهو من تأليف وإخراج الإيرانية مارجان ساترابي.

ويروي الفيلم قصة شابة إيرانية متحررة عاصرت الثورة الإسلامية الإيرانية التي أطاح فيها الإمام الخميني بنظام الشاه سنة 1979.

واتهم سلفيون القناة بتعمد عرض الفيلم قبل أيام من انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة في 23 أكتوبر الجاري «لاستفزاز مشاعرهم الدينية ودفعهم إلى العنف وتشويه صورة الإسلاميين لدى الرأي العام التونسي».
لكن نبيل القروي نفى هذه الاتهامات ووصفها بأنها «هراء».

وأعلن الإسلامي المعتدل عبد الفتاح مورو في تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرا إلى صحيفة «المغرب» التونسية اليومية أن السلفيين يمثلون حوالي 20 بالمئة من مرتادي دور العبادة في تونس التي يوجد بها اليوم حوالي 5 ألاف مسجد وجامع.

ولم يكن السلفيون يجرؤون على التحرك في الشوارع أو الاحتجاج في عهد الرئيس المخلوع بن علي خوفا من بطش أجهزة الأمن.

يذكر أن «نسمة تي في» التي تقدم نفسها على أنها «قناة المغرب الكبير» تأسست في آذار (مارس) 2007 وهي ثاني محطة تلفزيونية خاصة يقع الترخيص لها في تونس بعد تلفزيون «حنبعل» الذي تأسس سنة 2005.

ويملك رجل الأعمال نبيل القروي وشقيقه غازي 50 بالمئة من رأسمال القناة.

وكان رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني صاحب مجموعة «ميدياست» الإعلامية الإيطالية اشترى (في أيار/مايو 2008) حصة 25 بالمئة من رأسمال القناة.

كما اشترى التونسي «طارق بن عمار»، المنتج والموزع السينمائي العالمي المقيم بفرنسا وصاحب مجمع «كوينتا» الإعلامي التونسي، الحصة المتبقية من رأسمال القناة (25 بالمائة).

وجاء هجوم السلفيين في تونس بعد اقتحام مسلحين لكلية الاداب في سوسة بجنوب البلاد بعد رفض تسجيل طالبة منقبة بها.

وقال مسؤول بكلية تونسية إن متشددين إسلاميين اقتحموا السبت مقر كلية الاداب بسوسة واعتدوا بالعنف على مسؤول بعد رفض تسجيل فتاة ترتدي النقاب في أكبر علامة على الصدام بين المؤسسة العلمانية والتيار الديني في البلاد قبل ايام من انتخابات ينتظر ان يفوز بها حزب ديني.

وستجرى يوم 23 أكتوبر الجاري أول انتخابات منذ الثورة التي ألهمت انتفاضات «الربيع العربي». وستشهد الانتخابات مواجهة بين الإسلاميين والعلمانيين التونسيين الذين يقولون إن القيم الليبرالية مهددة.

ونقلت وكالة تونس أفريقيا للانباء عن منصف عبد الجليل عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة التي تقع على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب من تونس العاصمة ان كاتب عام الكلية تعرض صباح اليوم لاعتداء شديد العنف من قبل مجموعة من المتشددين الدينيين الذين حلوا منذ الساعة السابعة صباحا أمام المؤسسة ثم اقتحموها حاملين لافتات تطالب بحق طالبة ترتدي النقاب بالتسجيل والدراسة.

وقال عبد الجليل إن نحو 200 شخص احتجوا أمام الكلية ثم اقتحموا المبنى حاملين لافتات بحق الطالبات في ارتداء النقاب.

وأضاف «هذه الحادثة الخطيرة تسببت في حالة من الرعب والفزع في صفوف طلبة الكلية وأساتذتها.»

وقال شهود لرويترز إن قوة كبيرة من الأمن أحاطت بمبنى الكلية بعد الحادث لتمنع أي هجمات أخرى.

وأثارت الاشتباكات في سوسة موجة من الغضب بين العلمانيين على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.

وقال شهود إن نحو 200 امرأة تجمعن في منطقة المنزه وهي ضاحية في شمال العاصمة تونس بعد دعوات على المواقع الإلكترونية بتنظيم احتجاج مضاد.

وقال راشد الغنوشي زعيم الحركة في مقابلة مع رويترز إن حزبه سيؤيد حقوق المرأة ولن يسعى لفرض أي قيم إسلامية صارمة على المجتمع


المصدر: وكالات