القذافي يحذر زعماء العالم النامي من نفس مصيره

قال الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي إن قادة العالم النامي الذين اعترفوا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي أطاح به بمساعدة من حلف شمال الأطلسي سيواجهون نفس المصير.

وقال في إشارة واضحة للدعم العسكري من جانب حلف الأطلسي لقوات المجلس الانتقالي "إذا كانت قوة البوارج تفرض الشرعية.. استعدوا لإقامة مجالس تفرض بقوة البوارج وتحتل مكانكم"

وادلى القذافي بتصريحاته في تسجيل صوتي حصلت عليه "رويترز" امس الخميس من قناة  "الرأي" التلفزيونية التي تتخذ من سورية مقرا.  وقال القذافي إن على كل من اعترفوا بالمجلس الانتقالي أن يستعدوا من الآن فصاعد لإقامة مجالس انتقالية تفرضها قوة البوارج لتحتل مكانهم واحدا تلو الآخر.

ودعا القذافي الليبيين للخروج إلى الشوارع بالملايين قائلا، إن الأوضاع في ليبيا لا تحتمل. ودعا في التسجيل الى  «تنظيم تظاهرات مليونية بهدف اسماع الناس صوتهم الرافض لمجلس عملاء الناتو (..) ورفضا لما يحاولون فرضه من ادوات الدمار «.

وقال القذافي  «لا تخافوا من احد انتم الشعب وانتم اصحاب الحق وانتم اهل البلاد ولا يستطيع احد ان يسلبكم هذا الحق ويسلبكم ليبيا ويطلق النار عليكم. انتم تتظاهرون سلميا امام العالم مدافعين، تشجعوا وانتقموا منهم واخرجوا للشوارع «.

واضاف  «يقولون ان المجلس هو الممثل الشرعي للشعب الليبي، فمن اين اكتسب الشرعية هل انتخبه الشعب، هل كلفهم الشعب الليبي؟ (..) الاحوال في ليبيا لا تطاق «.
وطالبهم بالخروج سلميا وبأن يتحلوا بالشجاعة ويرفعوا الرايات الخضراء التي ترمز لنظامه.

ورغم سيطرة قوات المجلس الانتقالي على طرابلس ومعظم انحاء ليبيا، ما زالت قوات القذافي تقاوم بشراسة في مدينة سرت المحاصرة وترغم مقاتلي المجلس الانتقالي على خوض حرب شوارع. ويترقب المجلس الانتقالي سقوط سرت لاعلان  «تحرير « البلاد تماما.

جاء ذلك فيما اعاقت نيران القناصة الكثيفة التي تطلقها القوات الموالية لمعمر القذافي امس الخميس تقدم القوات الحكومية الليبية التي تحاول السيطرة على سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع، مما جعل توقعات الحسم السريع لهذه المعركة يبدو متفائلا اكثر مما يجب.

وقال قادة لقوات المجلس الوطني الانتقالي هذا الاسبوع انهم يعتقدون انهم سيسيطرون على المدينة التي يسكنها 75 ألف شخص تماما قبل يوم الاحد.

لكن الموالين للقذافي الذين انسحب أكثرهم إلى سرت عندما فقدوا السيطرة على المدن الاخرى يقاومون بشدة. وليس لهذه القوات مكان آخر تذهب إليه اذا خسرت سرت.

وتمركزت مجموعة من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي في فندق فاخر في الطرف الشمالي الشرقي لسرت، حيث يحاولون اسكات المقاومة في مواقع القناصة الموالين للقذافي ويقومون بدوريات في الشوارع المحيطة.

ولا يبدو انهم حققوا اي تقدم ناحية وسط سرت اكثر مما حققوه في 24 ساعة الماضية. وجاءت المعركة وبالا على المدنيين الذين حوصروا بسبب القتال في ظل نقص حاد في امدادات الطعام والمياه وغياب الخدمات الطبية الملائمة اللازمة لعلاج المصابين.

وكثير من سكان سرت ينتمون لقبيلة القذافي وما زالوا يؤيدونه في اختبار لمدى قدرة الحكام الجدد في ليبيا المصالحة مع كل قطاعات المجتمع الليبي بمن في ذلك أنصار القذافي.
والقى فارون من المدينة باللائمة على قوات المجلس الوطني الانتقالي والغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي في مقتل المدنيين والدمار الذي اصاب مدينتهم. وقال محمد (23 عاما) وهو احد سكان سرت  «حلف شمال الاطلسي هو الذي يقصف الابرياء. لن نسامحهم ابدا «. وتقول القوات المناوئة للقذافي انها تحاول تحرير شعب سرت من عدد من المتعصبين للقذافي والمرتزقة.

لكن السكان يقولون ان الناس العاديين حملوا السلاح في سرت لقتال المهاجمين، مما يرجح ان المعركة ستطول وحتى بعد ان تنتهي سيظل العداء قائما تجاه الحكام الجدد للبلاد.
وقال محمد  «ليست هناك كتائب موالية للقذافي. انتم تعرفون ان الذين يقاتلون في سرت هم أهل سرت الذين فقدوا اخوانهم وامهاتهم وأخواتهم. العائلات تقاتل من اجل ديارها واطفالها الذين قتلوا «.

الى ذلك غادر نحو الف رجل وحوالى مئة آلية عسكرية تابعة لقوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي صباح الخميس قرقارش على بعد 10 كلم من وسط طرابلس في اتجاه بني وليد، حيث لا يزال مؤيدو معمر القذافي يقاومون منذ اسابيع، على ما افاد به قائد عسكري.

وقال موسى علي يونس قائد لواء جادو الذي يقود هذه العملية لـ «فرانس برس «،  «اننا نتوجه الى الجبهة الجنوبية لبني وليد (على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس).
واضاف  «سنقوم اولا بالتفاوض كي يستسلم مؤيدو القذافي سلميا ولمحاولة اخراج الـ10 « من المدنيين الذين لا يزالون في المدينة قبل شن هجوم «.

وتابع يونس  «الهجوم قد يبدأ خلال يومين، الامور متوقفة « على الوضع الميداني.

واشار الى ان  «سيف الاسلام (القذافي) موجود في بني وليد وربما ايضا معمر القذافي، وان كانت الشكوك بالنسبة لوجوده فيها تصل الى 50 «. هناك الكثير من اقرباء القذافي في بني وليد، اكثر من سرت « مسقط رأس القذافي. (


المصدر: وكالات