شرف: اتفاقية كامب ديفيد ليست مقدسة

أجّجت تصريحات رئيس الوزراء المصري عصام شرف النار المستعرة في العلاقات مع إسرائيل بقوله ان إتفاقية كامب ديفيد ليست مقدسة وقابلة للتعديل. وعلى الأثر، استدعت إسرائيل السفير المصري لإبلاغه إحتجاجها ضد تصريحات شرف، وأملت في تعاون مصر لاستئناف عمل سفارتها في القاهرة بصورة طبيعية.

بعد أقل من أسبوع على اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، لاحت في الأفق بودار أزمة جديدة بين مصر وإسرائيل، في أعقاب تصريحات أطلقها رئيس الوزراء المصري عصام شرف قال فيها إن "إتفاقية كامب ديفيد ليست مقدسة"، وأن هناك إمكانية لتعديلها. وردت إسرائيل بغضب على تلك التصريحات التي تعتبر الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ بدء الأزمة السياسية الكبرى بين البلدين منتصف شهر عشت الماضي، حيث استدعت تل أبيب السفير المصري لإبلاغه إحتجاجها ضد تصريحات شرف.

وقال عصام شرف للتلفزيون التركي إن الاتفاقية "ليست شيئا مقدسا ويمكن تغييرها"، مشيراً إلى أنه "من الممكن دوما إعادة تعديل ومناقشة معاهدة كامب ديفيد من أجل مصلحة المنطقة ومن أجل السلام". وتعتبر تصريحات شرف الأولى لمسؤول رسمي رفيع منذ اندلاع الأزمة مع إسرائيل في 18 غشت الماضي، بعد مقتل خمسة جنود مصريين برصاص الإسرائيليين على الحدود بين البلدين، وتوفي سادس منذ عدة أيام متأثراً بجراحه، التي أصيب بها في الحادث. وكان الشارع المصري يغلي جراء ذلك العدوان، حيث اندلعت تظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، مطالبةً بطرد السفير وقطع العلاقات بين البلدين، وإلغاء معاهدة السلام وإتفاقية كامب ديفيد.

ووصل الأمر ذروته بعد نجاح مواطن مصري في إنزال العلم الإسرائيلي عن السفارة، ثم تطورت الأزمة بشكل كبير في 9 شتنبر الجاري، بعد تدمير جدار عازل أنشأته الحكومة حول السفارة، وإقتحامها وتطاير أوراق تخص الأرشيف في الشارع، وحدوث مواجهات دامية بين الشرطة والمحتجين المصريين، أسفرت عن إصابة 1034 شخصاً، ووفاة ثلاثة آخرين. ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو بالتأكيد على أن " إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على السلام مع مصر بما يصب في مصلحة البلدين".

ولكن هذه المرة، ووفقا لموقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني، إستدعت وزارة الخارجية الإسرائيلي السفير المصري لإبلاغه إحتجاج إسرائيل على تصريحات شرف.