ساركوزي وكاميرون في ليبيا والقذافي يدعو إلى وقف قصف سرت

وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى ليبيا صباح الخميس. وتم التمهيد لهذه الزيارة التي تعتبر الأوّل من نوعها بارسال 160 شرطيا فرنسيا الى طرابلس للمشاركة في ضمان الامن. يأتي ذلك فيما أكدت واشنطن أنها تسعى الى علاقات واسعة مع ليبيا على اساس احترام سيادتها.

اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان بلاده مستعدة للافراج عن 12 مليار جنيه اخرى لليبيا حال موافقة الامم المتحدة على ذلك.

وكانت الحكومة البريطانية اعلنت صرف 600 مليون جنيه استرليني من الاموال الليبية، في وقت يقوم فيه كاميرون بزيارة الى طرابلس.

وفي تلك الاثناء اعلن كاميرون عن ان بلاده ستساعد في العثور على القذافي ودعا انصار الزعيم الليبي المطارد الى انهاء القتال.

وكاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هما اول زعيمين دوليين يزورون ليبيا بعد سقوط حكم القذافي في طرابلس.

وقد اعلن الرئيس الفرنسي ان الزعيم المطارد مازال "خطرا" وانه يتعين "استكمال المهمة" في القضاء على ما تبقى من معاقله.

وقال رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر صحافي مشترك في العاصمة الليبية خلال زيارة الزعيمين الخاطفة "علينا مواصلة مهمة الحلف الاطلسي حتى تتوفر الحماية لكافة المدنيين وحتى انتهاء هذه المهمة".

واضاف كاميرون "سنساعدكم في العثور على القذافي واحضاره للعدالة".

ومن جانبه قال ساركوزي انه من المهم ان تتعاون كافة البلدان في تسليم المسؤولين المطلوبين من اقطاب النظام المخلوع معربا عن ثقته بأن النيجر، الجارة الجنوبية لليبيا والمستعمرة الفرنسية السابقة، لن توفر الملاذ للفارين من العدالة.

وقال ساركوزي "ندعو كافة البلدان التي بها مطلوبون للعمل مع الهيئات الدولية لضمان محاسبة الجميع على افعالهم".

ساركوزي: القذافي "خطر" والعمل لم ينجز بعد
كما اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس ان العقيد معمر القذافي الذي يختبىء منذ دخول الثوار طرابلس يعتبر "خطرا" وانه لا يزال هناك بالتالي "عمل لكي يتم انجازه" في هذا البلد.

وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وابرز مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل ومصطفى عبد الجليل ان "القذافي يعتبر خطرا، وهناك عمل يجب انجازه" في ليبيا. واضاف "التزام حلف الاطلسي في ليبيا لم ينته بعد".

من جانب اخر دعا ساركوزي الى عدم القيام "باعمال انتقامية او تصفية حسابات" في ليبيا، كما دعا "كل الدول التي لديها على اراضيها اشخاص (ليبيون) ملاحقون الى العمل مع الهيئات الدولية لكي تتسنى محاسبة كل منهم على ما فعله".

ووصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس بعيد الساعة 10,30 (08,30 تغ) الى طرابلس حيث انضم الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للقيام بزيارة خاطفة الى ليبيا.

وقام الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني بزيارة استمرت ساعة الى مستشفى طرابلس حيث استقبلا بالترحاب والتقيا بعض الجرحى. وجال ساركوزي وكاميرون في اروقة المستشفى الحديث الذي لم يتضرر كثيرا من جراء المعارك بينما احتشد عدد كبير من الفضوليين لرؤيتهما. ودخلا الى ثلاثة غرف وتكلما مع جرحى واطباء.

وقال ساركوزي مرات عدة للصحافيين الذين كانوا يرافقونه "عندما نحضر الى هنا لا داعي للتساؤل لماذا اتينا".

ولدى سؤاله ما اذا كانت الشعارات الحماسية التي انطلقت منذ وصوله ترحيبا به تروق له، رد بالقول "الامر ليس ما يروق لي. انه من المؤثر رؤية شباب عرب يلتفتون نحو دولتين غربيتين كبريين للتوجه بالشكر اليهما" مضيفا ان "هذا يثبت ان الصراع بين الغرب والشرق ليس حتميا".

هذا وأعلنت الحكومة البريطانية الخميس صرف 600 مليون جنيه استرليني من الاموال الليبية. وقال متحدث باسم كاميرون "سنصرف حوالى 600 مليون جنيه استرليني (688 مليون يورو) من الاموال الليبية التي كانت مجمدة بموجب قرارات الامم المتحدة".

ومن المقرر ان يلتقي ساركوزي يرافقه وزير خارجيته الان جوبيه الذي حث الاسرة الدولية على التدخل في النزاع الليبي، مع مسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي الليبي في طرابلس، قبل التوجه الى بنغازي.

وفرضت اجراءات امنية مشددة كما منع الصحافيون من الاقتراب من المطار. وهذه الزيارة التي تستمر بضع ساعات واعتبرها وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان "لحظة تاريخية"، هي الاولى لرئيس دولة منذ الاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.

160 شرطيا فرنسيا في طرابلس
واكد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل الاربعاء ان ساركوزي سيزور ليبيا الخميس، بعد ان افادت مصادر متطابقة الاربعاء في باريس ان ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعتزمان زيارة ليبيا.

وقالت مصادر في الشرطة ان هذه الزيارة التي تحدثت عنها ايضا وسائل اعلام فرنسية عدة تم التمهيد لها بارسال 160 شرطيا فرنسيا الى طرابلس للمشاركة في ضمان الامن.

وقال عبد الجليل ردا على سؤال ان كان ساركوزي سيزور طرابلس الخميس، "ان شاء الله"، ثم اضاف "نقول للقادة الذين سيزوروننا غدا انهم سيكونون في امان" من دون ان يذكر اسماء.

وتاتي هذه الزيارة فيما اكد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان في طرابلس الاربعاء ان بلاده تحترم حق الليبيين في تقرير مستقبلهم، ودعا الاتحاد الافريقي الى ان تكون الحكومة الليبية المقبلة شاملة لجميع الاطياف السياسية.

وقال فيلتمان، اكبر مسؤول اميركي يزور العاصمة الليبية منذ سيطرة الثوار عليها في 23 اب/اغسطس، ان "الولايات المتحدة تحترم سيادة ليبيا". وذكر فيلتمان ان "الولايات المتحدة تسعى الى اقامة علاقات واسعة مع ليبيا على اساس احترام استقلال وسيادة ليبيا".

وقال عقب لقاء مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي "هذا نصر للشعب الليبي، ويجب ان يقرر الليبيون وحدهم مصير ليبيا". وفي كلمة جديدة بثها تلفزيون "الرأي" الذي مقره دمشق قال العقيد الليبي الفار معمر القذافي العالم الى التدخل لوقف قصف سرت.

واضاف "اذا كانت سرت معزولة عن العالم لكي ترتكب صدها هذه الفظائع، فان العالم من واجبه الا يكون معزولا عنها فيجب أن تتحملوا مسؤوليتكم الدولية وأن تتدخلو فورا لايقاف هذه الجريمة". واضاف ان "الارهاب والدمار الذي يمارسه الحلف الاطلسي على منطقة سرت لا يمكن وصفه".

واكد حلف الاطلسي ان القذافي لا يشكل هدفا لعمليات القصف اليومية ضد فلول قوات القذافي التي لا تزال تسيطر على قطاعات كبيرة من مدينة سرت ومجموعة من الواحات الصحراوية.

واقر المتحدث باسم عملية "الحامي الموحد" التي يقودها الحلف الاطلسي انه لا يملك ملعومات حول مصير القذافي الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية و"مذكرة حمراء" اصدرها الانتربول.

وصرح الكولونيل رولان لافوا في لقاء صحافي اسبوعي حول الوضع في ليبيا "صراحة لا نعلم ان كان غادر البلاد".

من ناحيته قال قائد القوات الاميركية في افريقيا الجنرال كارتر هام الاربعاء ان العقيد الليبي معمر القذافي لا يزال يسيطر على عدد صغير من المقاتلين المخلصين له، الا انه "تم القضاء بشكل كبير" على قدرته على التاثير على الاحداث.

وسياسيا، اشاد فيلتمان بعمل المجلس الوطني الانتقالي في الاشراف على عملية الانتقال من حكم القذافي الذي استمر 42 عاما.

وقال ان المجلس طمأن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بتجديد التزامه باحترام الحقوق ووعده بالتحقيق في مزاعم الاساءة بعد تقرير منظمة العفو الدولية الذي يتحدث عن وقوع تجاوزات ترقى الى جرائم الحرب.

واضاف "لقد ابلغت عبد الجليل ان الوزيرة كلينتون رحبت بشكل خاص بتاكيداته الاخيرة على التزام المجلس الوطني الانتقالي بحقوق الانسان والمصالحة واحداث تقدم شمولي في عملية الانتقال، والاعتراف بالادوار المهمة التي لعبتها النساء والشباب".


المصدر: أ ف ب