ترحيب بمؤتمر باريس بشأن ليبيا

اتفق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على تكثيف الجهود لعقد اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا في باريس الأسبوع المقبل لبحث مستقبل الوضع في هذا البلد، وسط ترحيب دولي بعقد المؤتمر، فيما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الأوضاع في ليبيا لا تزال ضبابية، مؤكدا أن نظام معمر القذافي شارف على الانتهاء.

وقال بيان للرئاسة الفرنسية إن ساركوزي أجرى اتصالين هاتفيين مع رئيس الوزراء البريطاني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وإن المحادثات أكدت على "القيام وبدون تأخير بمشاورات حثيثة مع السلطات الليبية الشرعية وشركائها الدوليين من أجل عقد قمة موسعة لمجموعة الاتصال حول ليبيا الأسبوع المقبل في باريس".

وأوضح البيان أن ساركوزي وكاميرون قررا مواصلة جهودهما المشتركة "لدعم السلطات الليبية الشرعية ما دام العقيد القذافي يرفض تسليم السلاح".

واتفق الزعيمان بحسب البيان على أن المرحلة الانتقالية يجب أن تسودها روح مصالحة ووحدة وطنية، وأشادا بالتعهدات التي قطعها قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي للطرفين في المحادثات التي أجريت معهم (أمس الاثنين)".

كما أكد البيان على أن ساركوزي وبان اتفقا على أن المنظمة الدولية سيكون لها دور مهم في المرحلة الانتقالية في ليبيا بعد استكمال سقوط نظام القذافي.

وتضم مجموعة الاتصال كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا ودولا عربية مثل قطر والإمارات وكلا من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وكان من المقرر أن تجتمع المجموعة على هامش اجتماعات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا في باريس قوبل بترحيب كبير من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
وبحسب جوبيه فإن الأمر متروك لليبيين فقط لاختيار مستقبل بلادهم وبناء ليبيا جديدة ديمقراطية، وإن الانتقالي سيحتاج المجتمع الدولي ليرافقه ويساعده، مؤكدا تصميم بلاده على البقاء إلى جوار ليبيا.

وفي زغرب رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمؤتمر مجموعة الاتصال بشأن ليبيا في باريس بهدف بحث مستقبل الوضع في ليبيا قائلة "علينا أن نعمل على وضع الأسس للسماح بعملية انتقالية وتعزيز الديمقراطية في ليبيا، لأن الليبيين عانوا كثيرا".
وشددت ميركل في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع رئيسة وزراء كرواتيا يادرانكا كوسور على أهمية تفادي مزيد من "حمامات الدم" في ليبيا، في وقت يوشك نظام معمر القذافي على السقوط.

أما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو فقد أكد في تصريحات له ببنغازي اليوم عن دعم تركيا الكامل للشعب الليبي وللمجلس الوطني الانتقالي.
وقال أوغلو عقب محادثات مع قادة المجلس الانتقالي إن تركيا أجرت مؤخرا اتصالات بشأن الوضع في ليبيا تمخضت عن الاتفاق على عقد مؤتمر الاتصال بشأن ليبيا.

بدوره كشف رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أنه سيلتقي مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل خلال بضعة أيام. وتأمل إيطاليا -التي كانت أقرب حلفاء القذافي الأوروبيين حتى حولت دعمها إلى الثوار في أبريل/نيسان الماضي- إحياء علاقاتها التجارية مع ليبيا فور انتهاء النزاع.

من جانبه دعا بان كي مون إلى مؤتمر طارئ هذا الأسبوع للمنظمات الدولية والإقليمية، لبحث مستقبل الأوضاع في ليبيا. ودعا بان كتائب القذافي إلى وقف القتال فوراً لتسهيل الانتقال السلمي للسلطة.

من جهته قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الأوضاع في ليبيا لا تزال ضبابية وإن هناك بعض الشكوك.

وأضاف أوباما -في كلمة مسجلة من مَساتشوستس، حيث يقضي عطلته- أن المؤكد الوحيد الآن هو أن نظام القذافي شارف على الانتهاء.
واعتبر أن "الحركة ضد نظام القذافي بلغت هذه الليلة نقطة اللا عودة. طرابلس تتحرر من قبضة الطاغية"، مطالبا القذافي بأن "يدرك حقيقة أنه لم يعد يسيطر على ليبيا، وعليه أن يتخلى عن السلطة لمرة واحدة وأخيرة".

وأشار إلى أن "أفضل طريقة لإنهاء إراقة الدماء في ليبيا هي اعتراف معمر القذافي ونظامه بنهاية حكمهم للبلاد"، معلنا أن "نظام القذافي يبدي مؤشرات على احتضاره".
وفي المقابل حذر مسؤولون روس من "الإفراط في الفرحة" إزاء قرب انتهاء نظام القذافي، قائلين إن عزله لن ينهي الأزمة السياسية في البلاد.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي في ليبيا ميخائيل مارغيلوف إن "التجربة الثورية علمتنا أنه سيكون من الصعب على من يجيئون بالقوة، أن يتولوا السلطة".