الثوار يطلبون السلاح لاقتحام طرابلس

طلب الثوار الليبيون من فرنسا إمدادهم بمزيد من السلاح لاستعماله في اقتحام العاصمة طرابلس خلال أيام، في وقت يواصلون تطويق مدينة البريقة شرقي البلاد وسط أنباء عن موافقة أطراف الصراع في الأزمة الليبية على الحوار بدون شروط مسبقة.

وقدم هذا الطلب وفد من القادة العسكريين لثوار مدينة مصراتة (حوالي 200 كليومتر شرق طرابلس) في اجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في العاصمة الفرنسية. وقال أعضاء الوفد بعد اللقاء إن بإمكانهم مع قليل من المساعدة الوصول إلى طرابلس في وقت قصير.

في غضون ذلك لا يزال الثوار يطوقون مدينة البريقة وقد زادت معنوياتهم بعد أن حصلوا على كاسحات ألغام من شأنها أن تساعدهم على إزالة الألغام التي زرعتها الكتائب التابعة للعقيد معمر القذافي في بعض أطراف المدينة.

وكان الثوار قد تقدموا أمس الأربعاء إلى المنطقة الصناعية في البريقة وخاضوا معارك طاحنة مع كتائب القذافي، فيما ساد هدوء حذر البوابة الجنوبية للمدينة التي قال الثوار إنهم طوقوها من ثلاث جهات.

وفي معرض تعليقه على مستجدات الصراع العسكري، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرسن فوغ راسموسن الأربعاء إن قوات المعارضة تحقق تقدما في ليبيا وإنه يتوقع أن تنضم وحدات المعارضة في شرقي البلاد وغربيها معا استعدادا للهجوم على طرابلس.

موقف صيني
على الصعيد السياسي أبلغ الرئيس الصيني هو جينتاو نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما بأن بكين ستتعاون مع الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى تسوية للأزمة الليبية.
واقترحت تركيا والاتحاد الأفريقي خريطتي طريق بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والتحرك في مراحل ابتداء بتنحي العقيد معمر القذافي وحتى انتقال السلطة على نحو ديمقراطي.

وقال الرئيس الصيني لزوما "تلعب جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي دورا مهما في التوصل إلى تسوية سياسية للقضية الليبية وهو ما يظهر إصرار الدول الأفريقية على اللجوء إلى وسيلة أفريقية لحل القضية".

وأضاف جينتاو أن بلاده "تقدر هذا بصورة كبيرة وهي مستعدة لأن تبقى على اتصال وثيق مع جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي وأن تنسق العمل معهما بشكل وثيق بشأن القضية الليبية".

ونقلت وكالة الأنباء الصينية عن هو جينتاو قوله أيضا لزوما إن الصين تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل للأزمة الليبية "عبر الحوار والتشاور".

حوار الطرفين
وفي وقت سابق قال مبعوث الرئيس الروسي إلى أفريقيا ميخائيل مارغيلوف إن طرفي النزاع في ليبيا وافقا على الجلوس إلى مائدة مفاوضات بدون شروط مسبقة، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق أي تسوية للأزمة الليبية بدون مشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وقال مارغيلوف في تصريح لوكالة نوفوستي الروسية إن المهمة الرئيسية المطروحة على الوسطاء هي مساعدة طرفي النزاع على وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لحل سلمي.

وجاءت تصريحات مارغيلوف -الذي سبق وعقد محادثات مع قادة الثوار الليبيين في بنغازي- في أعقاب لقاء جمع في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الليبي عبد العاطي العبيدي.

ونسبت مصادر إعلامية روسية إلى الوزير الليبي قوله إن اجتماعه مع لافروف لم يتطرق إلى مسألة تنحي القذافي عن السلطة باعتبار أن هذا الأمر لم يرد في مقترحات التسوية التي قدمها الاتحاد الأفريقي ونصت على وقف إطلاق النار وهجمات الناتو وبدء حوار سياسي بمشاركة كل الأطراف الليبية.
 
وقال العبيدي إن ليبيا يرضيها أي دور تقوم به روسيا في تسوية الأزمة سلميا، مضيفا أن الوفد الليبي تقدم باقتراح يدعو إلى ضرورة إيجاد حل يرضي جميع الليبيين بمن فيهم الثوار في بنغازي، مؤكدا رفض طرابلس النقاش بأي مقترح يطالب بتنحي القذافي.
 
يشار إلى أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ألمح في تصريحات الأربعاء إلى احتمال بقاء القذافي في ليبيا شرط تخليه عن السلطة.


وكالات