أميركا تلطف لهجتها ضد سوريا بعد أن أعلنت فقدان الأسد لشرعيته

قالت صحيفة لوس أنجلوس الأميركية إن الولايات المتحدة بدأت تلطف من لهجتها ضد سوريا، وأضافت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما توقف عن دعواته للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن منصبه والرحيل وأنه بدأ يخفف ويلطف من لهجة الخطاب مع الأسد.

وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى ما وصفتها بالكلمات الحادة التي جاءت على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي، والمتمثلة في فقدان نظام الأسد لشرعيته، وإلى أن أوباما بدأ يخفف حدة انتقاداته لنظام الأسد في سوريا.

وأضافت أن الإدارة الأميركية وبعد أن زادت انتقاداتها لنظام الأسد وصعدت من لهجتها مع النظام السوري أثناء دعمها للثورة الشعبية في البلاد، بدأت تميل إلى حالة من عدم الوضوح وعدم التأكد بشأن عزمها لمواجهة نظام الأسد.

وفي حين صرحت كلينتون الأسبوع الماضي بأن حكومة الأسد قد فقدت شرعيتها مما أسفر عن مزيد من التوتر الدبلوماسي بين البلدين، أضاف محللون أنهم كانوا يتوقعون أن يبادر البيت الأبيض إلى المناداة بضرورة تنحي الأسد، كما كان فعل مع العقيد الليبي معمر القذافي في بداية العام ومع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في ما مضى، لكن شيئا من ذلك لم يحصل.

نظام الأسد
بل إن وزيرة الخارجية الأميركية تراجعت السبت الماضي عن تصريحاتها السابقة وقالت إن الإدارة الأميركية لا تزال تأمل أن يتوقف نظام الأسد عن العنف وأنه سيلبي مطالب المحتجين بشأن الإصلاحات السياسية الضرورية في البلاد.

دعا وزراء أوروبيون الاثنين الماضي الأسد إلى إجراء إصلاحات، معربين عن أملهم بأنه سيلبي المطالب الشعبية المنادية بالإصلاحات.
ويأتي التغيير الواضح في حدة اللهجة الأميركية المنتقدة لنظام الأسد في وقت يستمر فيه الجدل بشأن مدى قدرة نظام الأسد على النجاة من الاضطرابات الحادة التي تشهدها البلاد، وبشأن الطريقة الأفضل لاستخدام الأدوات الدبلوماسية المتاحة في الضغط على الأسد.

ونسبت لوس أنجلوس تايمز إلى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية القول إن من غير الواضح ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستعاود التصعيد من لهجتها مع الأسد أو أن تنادي بشكل رسمي بضرورة تنحيه ورحيله.

وقال المسؤول الأميركي -الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب الحساسية الدبلوماسية- إن أي تصعيد أميركي جديد ضد الأسد سيعتمد على طبيعة الأحداث والمجريات على الأرض، ومضيفا أن "الأمر بات يتطلب منا التفكير مليا قبل إطلاق أي تصريحات".

رسائل ثابتة
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية ناضلت من أجل إرسال رسائل معقولة ومنتظمة منذ أن اندلعت الثورات الشعبية العربية في المنطقة في يناير/كانون الثاني الماضي.

فالمسؤولون الأميركيون ليسوا سعداء بأفعال الحكومة السورية وبإجراءاتها القمعية ضد أبناء وبنات الشعب السوري الثائر والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1500 من السوريين، والأميركيون في المقابل قلقون أيضا إزاء الفوضى المحتملة على المستويين المحلي والإقليمي في الشرق الأوسط إثر خلع الأسد من منصبه.

ومن هنا يرى محللون أن الفوضى المحتملة إثر خلع الأسد هي التي تحد من الإجراءات ومن الردود الأميركية إزاء ما يجري في الساحة السورية، مضيفين أن الرسائل الأميركية المختلطة إزاء سوريا تعكس مدى الحيرة وعدم الوضوح لدى الإدارة الأميركية بشأن الثورة الشعبية السورية.

فالأميركيون –والقول للوس أنجلوس تايمز- يودون أن يروا الأسد يترك منصبه ويرحل، ولكنهم غير متأكدين من كيفية حدوث ذلك ولا من تداعيات تنحيه عن منصبه على الأرض.

وأما الثائرون والنشطاء السوريون فقد أعربوا عن فرحتهم الأسبوع الماضي وهم يرون السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد يزور بشكل غير متوقع الحصن المنيع للمعارضة في مدينة حماة السورية ويجتمع مع المحتجين، مما جعل خطوة السفير تشكل تحديا كبيرا للحكومة وللنظام السوري برمته.

وإثر تعرض السفارة الأميركية لهجوم شنه أنصار الأسد الأسبوع الماضي، كانت كلينتون صرحت بأن الأسد قد فقد الشرعية، مما جعل البعض يتوقع بأن ينادي أوباما بضرورة تنحي الأسد، ولكن شيئا من تلك التوقعات لم يحدث.


المصدر: لوس أنجلوس تايمز