فتوى جدار غزة تثير خلاف الأزهريين .. وجزائريون على الخط

أثارت فتوى مجمع البحوث الإسلامية بجواز بناء الجدار العازل بين مصر وغزة، ردود فعل غاضبة لدى بعض أعضاء المجمع التابع للأزهر، واعتبرت جبهة علماء الأزهر "أن هذه الفتوى غير شرعية لأنها تتناقض مع قرارات سابقة لمجمع البحوث الإسلامية العامين 1965 و1970 وحث فيها على الدفاع عن فلسطين وتقديم المساعدات للفلسطينيين.

أدان عدد من علماء الأزهر، بينهم أعضاء في مجمع البحوث، قرار بناء الجدار، معتبرين أن "هذا الجدار حرام شرعا لما يهدف إليه من حصار الأشقاء في قطاع غزة، وسد كل المنافذ أمام القطاع للخروج من الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 3 سنوات من خلال إغلاق المعابر، بحيث منعت عنه أسباب الحياة من الغذاء والدواء والوقود وهو ما يعد نوعا من الضغط عليه لإلغاء المقاومة والقضاء على حماس".

وطالب العلماء، في بيان موقع حصلت ''العربية نت'' على نسخة منه، الحكومة المصرية بوقف بناء الجدار والاعتذار الرسمي لشعب غزة المحاصر.

وردت جبهة علماء الأزهر في بيان نشرته على موقعها، على فتوى المجمع، وقال البيان "لسنا مغفلين حق الدولة وكل بلد في السهر على حدودها والعمل على أمنها ،لكن أن يكون هذا مع عدوها لا مع أهلها".

وكان مجمع البحوث أعلن، في وقت سابق، في بيان صحافي له، عقب اجتماعه برئاسة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، "إن من الحقوق الشرعية لمصر أن تضع الحواجز التي تمنع ضرر الأنفاق التي أقيمت تحت أرض رفح المصرية. وهذه الأنفاق تهرب منها المخدرات وغيرها مما يزعزع أمن البلاد''.

وأكد وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق، في تصريحات صحفية، على صحة الفتوى، مكرراً حق مصر بتأمين حدودها "بأي شكل تراه".

من جهتها أدانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومؤسسة القدس، فرع الجزائر، موقف الأزهر الشريف من الجدار الفولاذي. معتبرة أن الفتوى "تتصادم مع نصوص قطعية في القرآن والسنة التي تحرّم إلحاق الضرر بالمسلمين".

وذهب البيان الصدر عن الجمعية وقعه رئيسها عبد الرحمن شيبان إلى أن الأزهر لم يصبح "وصيا على الفتوى الإسلامية ولا مؤهلا لمنح الشرعية الدينية لفقهاء المسلمين في العالم الإسلامي". قائلا أيضا إنها ''الجرأة على الدين أن يعتبر الأزهر كل الذين يعارضون بناء الجدار مخالفين لما أمرت به الشريعة''.

وأشار بيان جمعية علماء الجزائر إلى موقف الدكتور القرضاوي الذي يذهب إلى اعتبار "أن المواصلة في بناء هذا الجدار الفولاذي هو عمل محرم شرعا ومخالف لأواصر الأخوة والجوار، لأن المقصود من بنائه هو سد كل المنافذ على أهلنا في القطاع المحاصر.