الولايات المتحدة تتدارس هجوما على القاعدة باليمن

تفكر الإدارة الأمريكية والحكومة اليمنية في العمل سوية من أجل التعرف على أماكن تموقع القاعدة باليمن، والقضاء عليها، مما سيجنب المنطقة وجيرانها مثل العربية السعودية وباقي دول الخليج تبعات الإرهاب، وسيحفظ أيضا مصالح الولايات المتحدة بالمنطقة.

أعلنت قناة "سي إن إن" (CNN) بأن اليمن والولايات المتحدة يتدارسان الأماكن التي يمكن لأمريكا ضربها كرد فعل على المحاولة الإرهابية الفاشلة التي تعرضت لها الطائرة المتوجهة إلى "ديتروا" من طرف النيجيري "عمر فاروق عبد المطلب" يوم الخميس 25 دجنبر 2009، واعتراف القاعدة بضلوعها في التخطيط لهذا الحادث بالطائرة.

قد يكون التدخل الأمريكي باليمن ردا على الانتقادات التي وجهها الجمهوريون للرئيس أوباما حول عدم فعالية الأجهزة الأمنية بالبلاد، وانتقاد أوباما نفسه للاستخبارات الأمريكية وضعفها في تجنب مثل هذه الحوادث، خصوصا إذا ما علمنا أن الاستخبارات الأمريكية حسب تصريح لـ"نيو يورك تايمز" لموظفين بإدارة أوباما لم يعلنا عن هويتهما، يفيد بأن الحكومة قد حصلت على معلومات من اليمن قبل يوم الجمعة يخبر بأن القاعدة تكون "نيجيريا" دون ذكر اسمه، لتنفيذ هجوم إرهابي، ولو اتخذت الإجراءات اللازمة لكشفت هويته في الوقت المناسب.

وقد أعلنت "سي إن إن" أيضا بأن المخابرات الأمريكية والجنود بالبلدين يهدفون إلى تجميع كل المعلومات التي سوف تفيدهم في الهجوم الذي من المتوقع أن يعلنه باراك أوباما على القاعدة باليمن، حيث يختبئ المئات من الإرهابيين حسب مزاعم الولايات المتحدة، بناء على اتفاقات سرية بين حكومتي البلدين. ومن المتوقع أيضا  تزويد اليمن بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية مقابل تزويد الولايات بالمعلومات الضرورية لتنفيذ الهجوم على بؤر القاعدة.

تشير بعض المصادر إلى أن الهجمات السابقة على القاعدة باليمن كانت بمساعدة خارجية، مع غياب اعتراف رسمي بأن هذه الجهة هي فعلا الولايات المتحدة. وذكرت شبكة "سي إن إن" بأن الاتفاق السري المنعقد من شأنه أن يسمح للجيش بإطلاق صواريخ "كروز" عابرة في المجال الجوي لليمن، واستخدام طائرات بدون طيار ضد أهداف إرهابية كلما دعت الحكومة اليمنية لذلك، ولم يعرف بعد نوع طائرات الهيلكوبتر التي سوف تقل الجنود الأمريكيين في المهمات ضد الإرهابيين في أماكن تواجدهم.

أما "نيويورك تايمز"، فقد صرحت بأن المخابرات الأمريكية قد بعثت منذ سنة خلت مسؤولين عن مناهضة الإرهاب إلى صنعاء، كما تم استنفار "كوماندوس" من القوات الخاصة لتجهيز الجيش والشرطة اليمنية لمكافحة الإرهاب، وتعهدت بمضاعفة مساعداتها إلى 70 مليون دولار في 18 شهرا المقبلة، حتى يتمكن اليمن الواقع بين العربية السعودية والصومال من تجنب إمكانية جعله مركزا للقاعدة وملاذا للإرهاب، إن لم يكن قد حدث ذلك بالفعل.