تدهور العلاقات بين الرعية والكنيسة الكاثوليكية

سياسيون يعلنون عن انتمائهم الكاثوليكي، وعلماء دين بارزون، وعدد كبير من الرعية يتجاهلون المبادئ الرئيسية للكنيسة، ولعل الجدل الدائر حول قانون الإجهاض خير دليل على هذا الانشقاق.

نقلت جريدة "إل باييس" الإسبانية اليوم خبر تجاهل عظات الأساقفة في مسائل الأسرة، الجنس، وسائل منع الحمل، بحوث في الأجنة، وحتى مع العقائد الكبرى مثل الحياة بعد القيامة، وألوهية يسوع المسيح، والجحيم... وتتساءل الجريدة إن كان هذا التجاهل يعني انشقاقا في الكنيسة الكاثوليكية الحالية.

يقول "كاتالان ديوس" (Catalán Deus) أحد الأساقفة الذين يناهضون مسألة الإجهاض، بهذا الصدد: "لم نشهد من قبل أزمة مماثلة"، ويضيف "إن روما قد ضجرت من انشقاقات الماضي، ولا تشعر بالأمان، لذلك فهي لا تريد أن تكسر علاقتها مع الآخرين، و"البروتستانت" اليوم يفضلون العيش مع الخلاف على الاستسلام". 

يقول "خوم بوتي" (Jaume Botey) مؤرخ، وأستاذ بالجامعة المستقلة ببرشلونة (la Universidad Autónoma de Barcelona) بأن "البروتستانت" اليوم يخرجون من الباب الخلفي للكنيسة، لكن دون إحداث ضجة..". بالنسبة ل"خوم بوتي"، فنحن نعيش اليوم في عالم لم تعد الكنيسة ذات ثقل كالسابق، "فالمجتمع لم يعد متسلسلا حول الكنيسة.. وهناك قطيعة واضحة، بالمقابل نجد صمتا مطبقا للكنيسة الرسمية أمام المشاكل الحالية، والذي يتناقض مع مشاكل الرعية". 

ويرى "خوسي كاتالان ديوس" بأن الأزمات الداخلية للكنيسة كبيرة جدا اليوم وواضحة للعيان، ويبدي رأيه في 4 سنوات من بابوية "بنيديكتو السادس عشر" قائلا "لم يسبق أن شهد العالم البابا والفاتيكان محاصرين بمثل هذه الأزمة من قبل، علما أن هناك أزمات سابقة حدثت في السابق، خلال 2000 ألفي سنة من تاريخ المسيحية، لكن العالم لم يكن على علم تام بها، وليس بشكل فوري" مثل ما يحدث الآن.

لقد استطاع قانون الإجهاض فضح هذا الانشقاق (أو الأزمة، أو العصيان الداخلي...) بعدما قرر الأساقفة بأن من صوتوا على هذا التعديل يعيشون في الخطيئة، وخارج الدين المسيحي، حتى ولو لم يعطوا الأمر للكهنة بحرمان السياسيين من سر الديانة.