الجماعات الجهادية الجزائرية تفتح مراجعات شرعية للعمل المسلح

بعث عدد من السجناء المتورّطين في قضايا تخص الانتماء إلى الجماعات الإرهابية، رسالة إلى رئاسة الجمهورية يبينون فيها موقفهم من شرعية العمل المسلح في الجزائر.

وكشف الموقّعون على الرسالة والبالغ عددهم 24 شخصا، حسب ما ذكره موقع جريدة ''الخبر'' الجزائرية نقلا عن مصادر مطلعة، عن مراجعة شرعية للأعمال الإرهابية التي ينفذها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبر ملخص بحث احتوى على 20 صفحة كتبت بخط اليد في قاعات الاحتباس ثم تم تسريبها إلى خارج السجن.

وذكر أبو عبد المعز الذي حملت الرسالة أول توقيعه، أن الأعمال التي كانت تنفذ باسم الدين قد نزع منها غطاء الشرعية بعد التدبّر في كلام أهل العلم واستخارة الله في هذا الموقف. وقال''ونحن نسأل الله أن يجعل هذا الكلام في ميزان حسناتنا، وإننا لا نبتغي غير مرضاة الله، وإن أسخطنا رفقاء الأمس''.

ويضيف أصحاب الرسالة التي بعث بنسخة منها إلى رئيس الجمهورية أن العقلاء من التيار السلفي الذين تورطوا بشكل أو بآخر مع الجماعات الإرهابية يستغفرون الله ويتوبون إليه مما اقترفته أيديهم، وإنهم اليوم لم يدفعهم إلى التوبة والرجوع إلى جادة الحق والصواب طمع في مال أو منصب أو جاه، بل هو الطمع في مغفرة الله والإنابة إليه وعفو المظلومين من أبناء الشعب الذي قهرته ويلات استباحة دمائه وأمواله وأعراضه باسم الدين.

ويشير محتوى الرسالة إلى أن كثيرا من الموقوفين في عدد من المؤسسات العقابية في الجزائر، أبدوا موافقتهم على المراجعة الشرعية للمنهج المتطرف للجماعة السلفية للدعوة والقتال، وأن لا جهاد في الجزائر.

ويرى متتبّعون لشأن الجماعات الإسلامية في الجزائر أن هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها، يمكن أن تؤثر كثيرا على المدى البعيد في صفوف المتعاطفين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سواء بين السجناء أنفسهم أو المتواجدين خارج السجن.

وشمل مضمون الرسالة العديد من المحاور الشرعية التي بينوا خطأ اعتقادهم السابق فيها كمفهوم الحاكمية، وحرمة دماء وأموال وأعراض المدنيين من الشعب الجزائري الأعزل، وكذا التطرّق إلى مبادرة المصالحة الوطنية وحقن دماء المسلمين من أبناء الشعب الجزائري لقوله تعالى: ''وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله''.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة لم يسجل لها نظير من قبل منذ انطلاق أعمال العنف المسلح والأعمال الإرهابية في الجزائر، حيث كانت تتردد معلومات حول مبادرات بعض الشخصيات المعروفة بتأثيرها وسط التيار السلفي الجهادي في الجزائر.