الكتلة تتدارس التحالف مع العدالة والتنمية

في الطريق إلى بيت رفيقهما في الكتلة الديموقراطية، عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال مساء أمس، لعقد اجتماع على مستوى القيادات، كان التحالف من أجل الديموقراطية، الذي رأى النور أول أمس، حاضرا في ذهن كل من عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية اللذين لم يترددا في إثارته على طاولة النقاش.

الاجتماع، الذي تم تخصيص حيز كبير منه إلى مواصلة دراسة الخطوات التنسيقية بين المكونات الثلاثة للكتلة، والتي دشنتها منذ مدة استعدادا للمسلسل الانتخابي المقبل، فإن حزب العدالة والتنمية فرض نفسه على أجندة النقاش كأفق للتحالف، بعدما استهلت  قيادات الكتلة التي كانت مرفوقة بعدد من أعضاء الأجهزة التنفيذية لكل حزب، اجتماعها بالحديث عن التحالف الجديد الذي ضم ثمانية أحزاب يقودها التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري.

تعددت المداخلات، لكن حديث عباس الفاسي لم يكن بنفس الحدة التي تكلم بها كل من عبد الواحد الراضي ونبيل بنعبدالله، الرجلان أحسا بنوع من الخذلان من قبل رفاقهما في الحزب الاشتراكي وحزب اليسار الأخضر، يقول مصدر حضر الاجتماع، «كانوا ينسقون علنا مع قادة التحالف الخماسي لأحزاب اليسار، في الوقت نفسه، كانوا يجرون اتصالات سرية مع زعماء التحالف الجديد الذي التحقوا به فجأة» .

غضب الراضي وبنبعد الله عن الكيفية التي جاء بها التحالف إلى المشهد الحزبي، لم يمتصه إلا تدخل عباس الفاسي، بعدما طرح فكرة أخرى، و ارتأى أنه آن الأوان أكثر من أي وقت لإخراجها إلى حيز التطبيق، فلم يتوان في أن يخرج من جعبته مقترح التحالف مع حزب العدالة والتنمية ووضعه على الطاولة لتعميق النقاش حوله، والذي لقي ترحيبا من قبل باقي المجتمعين، حسب المصدر نفسه، بعدما أجمعوا على «ضرورة تفعيله بالشروع في ربط اتصالات مع رفاق بنكيران».

لحسن الداودي عضو الأمانة لحزب العدالة والتنمية ورئيس فريقه بمجلس النواب رحب بدوره  بفكرة التحالف، وبدون تردد، قال في اتصال مع «الأحداث المغربية»، أن «المكان الطبيعي لحزبه هو الكتلة الديموقراطية»، لكن القيادي بحزب المصباح لم يضع شروطا لقبول التحالف سوى أن «تتفق أحزاب الكتلة في بينها وتتكلم بصوت واحد، أما نحن فمستعدون إلى الدخول في هذا التحالف».

وإذا كان صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار، وقائد التحالف الجديد قد أعلن أمس في نشرة الأخبار المسائية على القناة الثانية أن هذا «التحالف غير موجه ضد أحد»، فإن قيادات الكتلة لا تنظر بعين الرضى إلى هذه الخطوة، والتي وصفتها بـ «الغريبة والعبثية».


المصدر: الأحداث المغربية