الوزير الأول المغربي يمنع تداول مجلة بسبب المس بالإسلام

أصدرت الحكومة المغربية مساء أمس الأربعاء (20 دجنبر)، قرارا يقضي بمنع توزيع مجلة "نيشان" الأسبوعية، وكذا إذاعتها بأي وجه من الوجوه، بسبب تضمنها كتابات مسيئة للدين الإسلامي.

 

وقد فتحت السلطات المغربية متابعة قضائية ضد مدير النشر وكاتبة الملف وذلك تطبيقا لمقتضيات للفصل 66 قانون الصحافة.

 

وجاء في قرار المنع، أن مجلة "نيشان" تضمنت كتابات شكلت مساسا بالدين الإسلامي وبمشاعر المغاربة مما استوجب منعها من التداول. وأخذ القرار الصادر عن الوزير الأول "بعين الاعتبار المقتضيات الدستورية التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة في المغرب، وللدور الذي يضطلع به جلالة الملك (محمد السادس)، بصفته أميرا للمؤمنين وحامي الملة والدين"، و"أيضا لما يشكله نشر هذه النكات من مس بمشاعر الشعب المغربي".

 

وفي هذا السياق، فتحت الشرطة القضائية بالدار البيضاء بحثا في موضوع ما نشر بأسبوعية (نيشان)، وتتم متابعة كل من مدير النشر والتوزيع، والصحافية صاحبة الملف بنفس الأسبوعية من أجل "جنحة المس بالدين الإسلامي، وجنحة نشر وتوزيع مكتوبات منافية للأخلاق والآداب" طبقا للفصول 41 و59 و67 و68 من قانون الصحافة. وسيدرج أمام المحكمة في جلسة ثامن يناير المقبل.

 

وثمن المجلس العلمي الأعلى (أعلى هيئة علمية بالمغرب) القرار الصادر عن الحكومة، معتبرا، في بلاغ له صدر اليوم، ما نشرته المجلة "تجاوزا لكل ما يمكن قبوله، لما اشتمل عليه من استخفاف بمقام الربوبية والنبوة، وحرمة الصحابة وخيار الأمة وفضلائها"، ويضيف البلاغ أن العلماء وجدوا في ملف المجلة "تطاولا على مقدسات الوطن ممثلة في شخص أمير المؤمنين". وأكد المجلس العلمي الأعلى أن "صيانة الإسلام في هذا البلد لا يمكن بأي حال من الأحوال معادلتها بأي دعوى من دعاوى التحرر خصوصا إذا تعلق الأمر بمقدسات الأمة واختياراتها".

 

من جهتها استنكرت الرابطة المحمدية للعلماء (رابطة علماء المغرب سابقا) ملف مجلة "نيشان"، وأيدت، في بلاغ لها، القرار الحكومي "بسحب رخصة التأطير الإعلامي من أصحاب المجلة المذكورة للإخلال بشروطه"، معتبرة أنه "جاء في إبانه".

 

وقد اعتذرت مجلة نيشان في بيان صدر باسم صحفييها "إننا نتفهم أن تكون بعض النكت قد خدشت مشاعر بعض المواطنين، ونحن نقدم لهم اعتذارنا على ذلك".

 

وقالت هيئة تحرير المجلة في البيان نفسه إنه "لم يكن هدفنا أبدا مس أو جرح مشاعر أي مسلم، ولم يكن، طبعا في نيتنا، الهجوم على الإسلام، لسبب بسيط هو أننا مسلمون".

 

وللإشارة فقد نشرت مجلة نيشان التي تصدر باللغة العربية وبعض العامية المغربية في عددها رقم91 بتاريخ 9 -15 دجنبر 2006 ملفا تحت عنوان "النكت: كيفاش المغاربة كيضحكوا على الدين والجنس والسياسة". والذي تضمن نكاتا تستهزئ بالله عز وجل وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبالملائكة وبالصحابة، وعدد من السياسيين المغاربة. ويأتي قرار منع "نيشان" من التداول في إطار موجة من الاحتجاجات عرفها المغرب أثارها نشر الملف المذكور، فقد اعتبر عدد من المغاربة أن هذه النكت أخطر من الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرتها جريدة دنمركية العام الماضي وأثارت موجة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي. وأخذت الاحتجاجات بعدا دوليا إذ أصدر مجلس الأمة الكويتي بيانا استنكر فيه "الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام والصحابة" وسلم مع عريضة احتجاج إلى السفارة المغربية بالكويت.

 

وفي أول رد فعل معارض للقرار الحكومي، أصدرت "منظمة مراسلون بلا حدود" بيانا تدين فيه "بشدة الحظر الذي طال الصحيفة الأسبوعية نيشان". وطالبت "المنظمة" "السلطات المغربية بالعدول عن قرار حظر نشر المجلة"، كما تؤكد المنظمة "تضامنها مع الصحيفة والصحافيين الملاحقين".