منتج فيلم "فتنة" يمثل أمام القضاء

يمثل النائب الهولندي اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز، الذي عرف عالميا بعد إنتاجه فيلم "فتنة" المناهض للإسلام، غدا الأربعاء أمام محكمة في أمستردام لمحاكمته بتهمة تكدير الصفو العام.

يتهم الادعاء العام فيلدرز البالغ 46 عاما، مؤسس ورئيس "حزب الحرية" اليميني، بإهانة المسلمين بصفتهم فئة من الشعب الهولندي والتحريض على كراهية أتباع الإسلام. وفي حال إدانته يواجه السياسي، الذي يحظى بشهرة في قطاعات عريضة بين الشعب الهولندي، عقوبة السجن لمدة 16 شهرا كحد أقصى وغرامة تصل إلى 10 آلاف يورو.

وقد نفى فيلدرز من قبل الاتهامات الموجهة إليه، وأوضح أنه يستخدم فقط حقه الأساسي في حرية التعبير عن الرأي.

وكان فيلدرز اتهم في تصريحات سابقة القضاء الهولندي بأنه يجري "محاكمة استعراضية سياسية" ضده. ومن المقرر أن تدور الجلسة غدا في أمستردام عقب الافتتاح الرسمي لها حول تفاصيل تنظيمية لإجراءات المحاكمة واستدعاء الشهود ، في حين لن تبدأ المحاكمة الرئيسية المتعلقة بالنقاط المحورية للدعوى إلا عقب الانتخابات المحلية في هولندا، والمقررة في الثالث من مارس المقبل.

وتستند الدعوى إلى خطب ومقابلات لفيلدرز، بالإضافة إلى الفيلم القصير "فتنة" الذي انتجه ونشره على الإنترنت عام 2008. وتضمن الفيلم صورا لهجمات إرهابية دموية مدمج معها آيات من القرآن تدور حول القتال، وذلك بهدف وصف الإسلام كأيديولوجية إرهاب دموية.

يذكر أنه تم تحرير بلاغات ضد فيلدرز منذ عام 2006 بتهمة تكدير الصفو العام، ومن بين محرري البلاغات المحامي جيرارد سبونج بتكليف من طلاب. وكان محامي فيلدرز، أبراهام موزكوفيتش، قد أخفق الأسبوع الماضي في طلبه بإسقاط الدعوى المرفوعة ضد موكله.

وقد علل موزكوفيتش طلبه بأنه لا يمكن اعتبار انتقاد موكله للإسلام إهانة لفئة من الشعب، مستندا أيضا إلى حق حرية التعبير.

وصار فيلدرز من أشهر السياسيين الشعبويين في هولندا منذ عام 2006 بعدما أثار ضجة بسبب مطالبه بحظر القرآن، الذي يقارنه بكتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر، وحظر هجرة المسلمين إلى أوروبا، وإغلاق المساجد "المتشددة".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه في حال إجراء انتخابات عامة الآن ، قد يصبح حزب فيلدرز، الذي فاز بتسعة مقاعد من إجمالي 150 مقعد في البرلمان الهولندي عام 2006، ثاني أكبر قوى سياسية في البلاد بعد الحزب الحاكم "النداء الديمقراطي المسيحي"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينينده.