مخطط جديد لحماية المدارس من الجريمة بفرنسا

  • طباعة
قامت الشرطة الفرنسية بابتكار مخطط جديد "ساج" (SAGES) لحماية المؤسسات التعليمية من الاقتحام ولردع تجار المخدرات.

علنت جريدة "لو فيغارو" بأن الشرطة الفرنسية ابتكرت هذا المخطط بناء على أمنية "نيكولاس ساركوزي" في 18 من شهر مارس، حيث أكد على ضرورة القضاء على جميع أشكال العنف التي يكون ضحاياها متمدرسون وأعضاء الشرطة، وكان ذلك مؤشرا على ضرورة التحرك إثر الهجوم الذي قام به عدد من الشبان الملثمين والمسلحين بضرب وتعنيف تلامذة مؤسسة مهنية.

لقد قامت الشرطة على إثر هذه الأحداث بجرد المئات من المؤسسات المتضررة للتمكن من حمايتها مستقبلا، وقد أكد الكولونيل "سامويل ديبويس" (lieutenant-colonel Samuel Dubuis) رئيس مكتب السلامة العامة في المديرية العامة للدرك، بأنه "قد تم إنشاء عمل وقائي تجريبي، لكن أهملت معه خصوصيات مواقع هذه المؤسسات.. لذلك تم التفكير في مخطط ينطلق من المؤسسة في اتجاه الأحياء حيث يختبئ هؤلاء المجرمون".

لقد تم البدء في العمل الميداني على المخطط منذ 23 شتنبر 2009 واستهدف 12 مؤسسة تعليمية، منها 4 ثانويات و6 إعداديات بمناطق مختلفة، وتمكنت الشرطة على إثرها من القبض على حوالي 20 متجرا بالمخدرات بالقرب من إعدادية "روليوس لا باب" (Rillieux-la-Pape)، وحجز عدد من الكيلوغرامات من الكوكايين والحشيش بالقرب من ثانوية "نويون" (Noyons) أو اعتقال كبار المروجين للمخدرات بعدد من المؤسسات التعليمية. 

يعمل المخطط بإنشاء ثلاث دوائر مركزية، داخل المؤسسة نفسها، على صعيد الشرطة التي تحمي الشباب من الانحراف بمساعدة المسؤولين عن هذه المؤسسات، ثم على صعيد جمعيات الآباء والتلاميذ للتحذير من مخاطر المخدرات، والألعاب الخطرة، الانترنيت، والابتزاز، وبما أن هؤلاء لا يتوفرون على صفة ضابط الشرطة القضائي، فبإمكانهم التجند لتجميع المعلومات حول الحالات المعرضة للانحراف، ويخبرون بذاك زملاءهم في الدائرة الثانية  بضواحي المدرسة، تقوم عناصر الشرطة في هذه المرحلة بتقصي وتتبع الحالات عبر مناوبات يومية، كما يربطون علاقات مع الأهل الذين يزودونهم بمعلومات تفيدهم في التعرف على الأشخاص الخطيرين ويقومون بإعداد ملفات بأسمائهم وصورهم قصد الكشف عنهم.

تعمل الشرطة في المرحلة الثالثة بالاعتماد على كل المعلومات المحصل عليها للوصول إلى هؤلاء المنحرفين، وإفشال مخططاتهم الإجرامية، في عمليات دقيقة ومضبوطة بأماكن عملهم، وسكناهم، والأماكن التي يرتادون إليها لتضييق الخناق عليهم ومنعهم من تسريب المخدرات إلى المدارس والمؤسسات التعليمية.

من المتوقع التسريع من وثيرة هذا المخطط مع حلول 2010، علما أن 184 مدرسة صنفت في منطقة الخطر من طرف الخدمات المتخصصة، ويمكن تطبيق هذا المخطط مستقبلا على الفئات الضعيفة مثل المسنين.