واشنطن وباريس تعززان الإجراءات الأمنية استباقا لتصاعد الاحتجاجات

  • طباعة
استبقت باريس وواشنطن تصاعد الاحتجاجات عقب نشر رسوم كاركاتير في مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة بوضع تعزيزات أمنية لحماية مصالحهما وتمتيلياتهما في الخارج. وفي الوقت الذي أكدت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على اتخاذ "إجراءات حازمة" أرسلت باريس تعليمات لاتخاذ احتياطات أمنية خاصة في كل البلدان التي يمكن أن تحصل فيها مشاكل.

عززت الولايات المتحدة وفرنسا الاجراءات الامنية لحماية مصالحهما في العالم في مواجهة غضب المسلمين الذي قد يشتد اثر نشر مجلة فرنسية ساخرة الاربعاء رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

وتركز تلك المخاوف خصوصا على الجمعة اذ يخشى ان تخرج تظاهرات احتجاجية عقب الصلاة في البلدان الاسلامية التي تصاعدت فيها مشاعر العداء للغرب منذ اسبوع اثر بث مقتطفات من فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة تتخذ "اجراءات حازمة" لحماية سفاراتها في العالم، نافية ان تكون واشنطن علمت مسبقا بالهجوم الذي استهدف القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 شتنبر.

وبعد اسبوع من اعمال العنف المناهضة للاميركيين في العالمين العربي والاسلامي، اضافت كلينتون التي تشرف على اكبر شبكة دبلوماسية في العالم "اننا بصدد اتخاذ تدابير قوية لحماية موظفي سفاراتنا وقنصلياتنا في العالم اجمع".

وحذت فرنسا حذو الولايات المتحدة بعدما نشرت اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة الاربعاء رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد تناولت فيها الجدل الذي اثاره فليم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء في باريس تعزيز الامن في السفارات الفرنسية عبر العالم، وصرح لاذاعة فرانس انفو "بطبيعة الحال ارسلت تعليمات لاتخاذ احتياطات امنية خاصة في كل البلدان التي يمكن ان تحصل فيها مشاكل".

وستغلق السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية في نحو عشرين بلدا اسلاميا الجمعة، لكن الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو اعتبر ان ليس هناك "خطرا محدقا بأي مؤسسة" فرنسية.

وفي باريس تعززت الاجراءات الامنية حول المبنى الذي يوجد فيه مقر مجلة شارلي ايبدو التي نشرت في عددها الصادر الاربعاء رسوما كاريكاتورية مسيئة للاسلام.

وصرح رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت لاذاعة ار.تي.ال "نحن في بلد يضمن حرية التعبير وحرية رسم الكاريكاتور ايضا"، لكنه اضاف "اذا شعر البعض حقا بانهم تعرضوا لاساءة في قناعاتهم واعتقدوا ان القانون قد انتهك (...) فبامكانهم اللجوء الى المحاكم".

من جانبه اعتبر فابيوس ان شارلي ايبدو في "الوضع الراهن" تصب "الزيت على النار".

من جهة اخرى قررت الحكومة الفرنسية حظر تظاهرة مقررة السبت في باريس احتجاجا على الفيلم الاميركي المسيء للاسلام.

واوضح ايرولت "لن نتسامح مع اي تجاوزات" في حين تخللت تظاهرة خرجت السبت الماضي قرب سفارة الولايات المتحدة في باريس اعمال عنف اوقف خلالها 150 شخصا.

وقد نشرت المجلة الساخرة في نونبر 2011 عددا خاصا عنونته "شريعة ايبدو" اعلنت فيه النبي محمد "رئيس تحريرها"، ما اثار موجة احتجاجات واحرقت مكاتبها وتعرض موقعها على الانترنت الى القرصنة.

وفي فرنسا تثير اي اهانة الى المسلمين حساسيات كبيرة لا سيما ان البلد يعد ما بين 4 الى 6 ملايين مسلم.

وتهز عدة بلدان من الشرق الاوسط وشمال افريقيا واسيا واوروبا منذ اسبوع موجة من اعمال العنف ضد الولايات المتحدة بعد بث مقاطع من الفيلم الاميركي المسيء للاسلام على موقع يوتيوب.

وتواصلت التظاهرات الاحتجاجية الاربعاء في اماكن عديدة حول العالم.

وافاد شهود عيان ان الف طالب تظاهروا سلميا الاربعاء ضد الفيلم في جلال اباد في شرق افغانستان على الطريق المؤيدة الى كابول ورددوا "الموت لاميركا" و"الموت لاعداء الاسلام".

ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الثلاثاء العالم الاسلامي الى العمل مع الولايات المتحدة من اجل ضمان امن مصالحها ورعاياها في العالم.

وقال ان "الرسالة التي يجب ان نوصلها الى العالم الاسلامي هي اننا ننتظر ان تعملوا معنا من اجل حماية مواطنينا ومهما كان ذلك الفيديو مثيرا للصدمة، وقد نددنا به بطبيعة الحال، فان الحكومة الاميركية لا علاقة لها به ولا يمكن ابدا ان يكون ذلك ذريعة للعنف".

وقد قتل السفير الاميركي في ليبيا مع ثلاثة من مواطنيه في 11 ايلول/سبتمبر الماضي في هجوم على القنصلية الاميركية ببنغازي ما زالت طرابلس والاف.بي.اي تحققان فيه.

وقد اقرت الولايات المتحدة نهاية الاسبوع في مواجهة الهجمات على بعثاتها الدبلوماسية والقنصلية "تدابير اضافية" لتعزيز امن مصالحها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وارسلت مئة من عناصر المارينز الى ليبيا وخمسين آخرين الى اليمن، لكن السودان رفض دخول مثل هذه القوات.

واستهدف اعتداء انتحاري الثلاثاء حافلة على طريق سريع يؤدي الى كابول فقتل ثمانية جنوب افريقيين وقرغيزي وثلاثة افغان، وتبنى الحزب الاسلامي، وهو ثاني قوة مسلحة معارضة في افغانستان بعد طالبان، الاعتداء مؤكدا انه رد على الفيلم.

وقد اثارت رسوم كاريكاتورية نشرتها صحيفة دنماركية في 2005 استنكارا كبيرا واحتجاجات في العالمين العربي والاسلامي.

المصدر: وكالات