عباس يؤكد بلغة غير مسبوقة توجهه إلى مجلس الأمن ورفضه الضغوط الأمريكية

  • طباعة
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الخميس وبلهجة غير مسبوقة وحاسمة توجهه إلى مجلس الأمن وتعرضه لضغوط هائلة من قبل الادارة الأمريكية لثنية عن التوجه إلى المجلس لتقديم طلب عضوية دولة فلسطين مؤكدا رفضها "واننا ذاهبون غدا" (الجمعة).

وقال عباس الذي حدد ملامح توجهاته السياسية بوضوح تام ان "الادارة الامريكية عملت كل ما في وسعها وكل ما تستطيع عمله من أجل أن تعطل مشروعنا ونحن مستمرون فيه مهما كانت الضغوط والعراقيل لاننا طلاب حق ونحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال تحت الاحتلال".

واضاف "بقينا 63 عاما تحت الاحتلال وننتظر حريتنا ولا احد يستطيع أن يحتمل اكثر مما احتملناه".

وأوضح "هناك دول صغيرة جدا نالت استقلالها وحريتها ونحن لم يتم اعطاؤنا حقنا بالحرية والاستقلال".

وقال ايضا "لذلك سنطالب بهذا الحق وسنقدم الطلب للامين العام (للامم المتحدة) بان كي مون ليقدمة إلى مجلس الأمن".

وبدى عباس خلال القاء كلمة أمام المئات من ممثلي الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الذين حضروا إلى مقر اقامته في نيويورك يتحدث بلغة حاسمة وصارمة وغير مسبوقة بان "قرارات لا رجعة عنها بعضوية فلسطين وبتوفر شروط للعودة للمفاوضات وبرفض يهودية الدولة (الاسرائيلية) ورفض اي وجود احتلالي اسرائيلي للجيش والمستوطنين في داخل حدود دولة فلسطين على حدود عام 1967".

واستعرض عباس مسيرة المفاوضات والاسباب التي أدت إلى فشلها وقال "حاولنا أن نحصل في المفاوضات على تقدم ولم نحصل على أي تقدم مع هذه الحكومة الاسرائيلية الحالية".

وأوضح "نحن قلنا للحكومة الاسرائيلية والوسطاء والرباعية اذا اردتم العودة للمفاوضات فيجب توفر امران فقط وليس شرطان وهما وقف الاستيطان وقبول دولة فلسطينية على حدود عام 1967 مع تعديلات طفيفة بالقيمة والمثل من أجل أن نعود للمفاوضات".

وجدد التأكيد على انه "في هذه الحالة نعود للمفاوضات وبدونها لا يمكن أن نعود لها اطلاقا".

وكما اوضح أسباب رفضه مشاريع سياسية اخرى غير توجهه الى مجلس الامن كاشفا ان بعضها يشمل الاعتراف بيهودية الدولة وهي بعيدة عن الشرعية وقال "قدموا لنا مشاريع كثيرة كلها بعيدة عن العقل والمنطق والشرعية الدولية".

وجدد التأكيد "اننا نقول بصراحة لن نعترف بالدولة اليهودية اطلاقا".

وكما اوضح سببا اخر لرفضه المشاريع الاخرى وابرزها الامن واشار الى انهم "يتحدثون عن قضايا اخرى مثل الامن اي بما معناه يريدون ان يحافظوا على امن اسرائيل من خلال البقاء في ارضنا سنوات طويلة وهذا لن نقبل به اطلاقا".

وحدد رؤيته لمستقبل الوجود الاسرائيلي في دولة فلسطين المستقبلية بالقول "نريد ان تكون دولة فلسطين خالية من الوجود الاحتلالي. لن نقبل اطلاقا بوجود اي عسكري اسرائيلي او مستوطن على اراضينا الفلسطينية ونريد اتفاقا يخرجون بموجبه من ارضنا خلال سنة الى ثلاث سنوات اقصى حد ثم تكون لنا دولة فلسطينية ولن نتراجع عن موقفنا وقد قلنا ذلك للرئيس (الامريكي باراك) أوباما ولعشرات الوفود".

وفيما لم يعلن عباس رفضه لخطة ساركوزي رغم تمسكه بالتوجه الى مجلس الامن الا انه بين سبب عدم اعلان قبولها للان وان كان لم يغلق الباب امام قبولها في المستقبل فقال "هناك مشاريع اخرى مثل مشروع الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي يتحدث عن التوجه للجمعية العامة اي دولة غير عضو، اقول انني غير مخول بالبحث فيها او البت فيها. فقط انا مخول بالتوجه الى مجلس الامن واي خيارات اخرى تقررها القيادة الفلسطينية في رام الله رغم ان الابواب تبقى مفتوحه لاي شيء لكن الان نتوجه فقط لمجلس الامن".

وشدد قائلا "نعود للقيادة الفلسطينية وهي تقرر الخيارات الاخرى غير مجلس الامن الذي قررنا التوجه له لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة".

وتابع "اما التوجه الى الجمعية العامة فانه فقط دولة غير عضو واشدد ان اية اقتراحات اخرى فلست مخولا بها ولا بطرحها ولا بالبت بها ولذلك لن نتراجع عن موقفنا بتقديم طلبنا الى مجلس الامن الذي يعطينا عضو كامل العضوية وكما نعرف التوجه للجمعية العامة يعني دولة ليست عضو وهذا ما حدا بنا التوجه الى مجلس الامن مباشرة وهذا حقنا".

واضاف المقترح الوحيد الذي قررته القيادة الفلسطينية التوجه الى مجلس الامن وغدا (اليوم الجمعة) موعدنا مع الجمعية العامة وتقديم طلب العضوية الكاملة وغدا (الجمعة) الخطاب الذي سالقيه ونرجو الله ان يحقق ما في قلوبكم".


المصدر: أ ف ب