معارك عنيفة حول مقر القذافي بعد ساعات على ظهور ابنه سيف الاسلام في طرابلس

  • طباعة
دارت معارك عنيفة الثلاثاء حول مقر معمر القذافي في طرابلس وذلك بعد ساعات من ظهور ابنه سيف الاسلام في المدينة مكذبا بذلك إعلان الثوار الذين يسيطرون على أجزاء من طرابلس عن اعتقاله.

ويقع المجمع السكني على مسافة قريبة من فندق ريكسوس حيث ينزل الصحافيون الاجانب. وقد اهتز المبنى حوالى الساعة 9,00 بتوقيت غرينتش (11,00 بالتوقيت المحلي) بفعل انفجار قوي وقع على مقربة منه مما اثار حركة ذعر بين المراسلين.

وتحلق طائرات تابعة لحلف شمال الاطلسي فوق المدينة التي تشهد معارك بين المتمردين والقوات الموالية للقذافي في احياء اخرى غير بعيدة عن فندق ريكسوس.وتمركز جنود تابعون للنظام حول الفندق الذي يقيم فيه نحو ثلاثين صحافيا اجنبيا بينما يسمع دوي تبادل للقصف المدفعي.

وظهر سيف الاسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي ليل الاثنين الثلاثاء في طرابلس بعد اعلان المتمردين عن اعتقاله، مما عزز حالة الغموض التي تسود طرابلس منذ بدء هجوم الثوار السبت.

ودعا ثاني ابناء القذافي في منتصف الليل بعض الصحافيين الى الاجتماع به في باب العزيزية المجمع السكني الذي يقيم فيه والده.

وقال سيف الاسلام لثلاثة صحافيين بينهم مراسل وكالة فرانس برس في مقر اقامة والده "انا هنا لتكذيب الاشاعات والكلام".

واكد سيف الاسلام الذي كان الخليفة المرجح لوالده ان "طرابلس تحت سيطرتنا". واضاف "ليطمئن العالم كله، كل شيء تمام في طرابلس".

وتابع ان "الغرب عندهم تقنية عالية. شوشوا على الاتصالات وبعثوا رسائل للشعب الليبي. انها حرب الكترونية واعلامية لبث الفوضى والذعر في ليبيا".

واكد ان الغربيين "سربوا ايضا من البحر ومن خلال السيارات عصابات من المخربين (...) وانتم رأيتم كيف ان الشعب الليبي هب بالكامل" لمقاومتهم.

واكد ان القوات الموالية للنظام الحقت امس الاثنين "خسائر فادحة بالمتمردين الذين هاجموا" مقر اقامة والده.

وكان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو صرح انه تلقى "معلومات موثوقة مفادها" ان الثوار تمكنوا من اسر سيف الاسلام الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في ليبيا.

كما اعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الاحد انه يملك "معلومات اكيدة بان سيف الاسلام قد اعتقل"، مؤكدا انه "في مكان آمن بحراسة مشددة بانتظار احالته الى القضاء".

ونقل الصحافيون الثلاثة على متن سيارة حتى مجمع باب العزيزية من قبل ممثلين عن النظام قبل ان يلتقيهم سيف الاسلام خارج المبنى.

وفي باب العزيزية، امام المبنى الذي دمر في قصف اميركي في 1986، كان بانتظاره عشرات من انصاره رفعوا صوره وصور والده واعلاما ليبية.

من جهة اخرى، اكد السفير الليبي في واشنطن علي سليمان العجيلي ان محمد القذافي احد ابناء معمر القذافي تمكن من الهرب بعدما اعتقله الثوار الاحد في طرابلس.
وقال سيف الاسلام ان القوات الموالية للنظام كبدت "المتمردين الذين يهاجمون باب العزيزية خسائر جسيمة".

وتتهم المحكمة الجنائية الدولية سيف الاسلام القذافي بانه لعب "دورا رئيسيا في تنفيذ خطة" وضعها والده وتهدف الى "قمع الانتفاضة الشعبية التي بدأت في شباط/فبراير بجميع الوسائل ومن بينها اللجوء الى العنف والقتل".

واصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 27 حزيران/يونيو مذكرات توقيف بحق معمر القذافي ونجله سيف الاسلام (39 عاما) وصهره رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي (62 عاما).

وهم متهمون بارتكاب جرائم ضد الانسانية في ليبيا منذ 15 شباط/فبراير تاريخ اندلاع الثورة الليبية التي تحولت الى نزاع مسلح.

واعلن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء ان المحكمة لم "تتلق ابدا" تاكيدا لاعتقال سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ليل الاحد الاثنين والملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وقال الناطق فادي العبد الله لوكالة فرانس برس "بعد اعلان الامس (الاثنين) اجرينا اتصالا مع المجلس الوطني الانتقالي للحصول على تاكيد للاعتقال من جانب المجلس، لكننا لم نحصل ابدا على تاكيد من المجلس".

من جهته، اكد الرئيس الكرواتي السابق شتيبي ميسيتش القريب من معمر القذافي الثلاثاء ان الزعيم الليبي قال له الاسبوع الماضي في "رسالة شفوية شخصية" انه مستعد للانسحاب "كليا" من الحياة السياسية في حال توقفت ضربات حلف شمال الاطلسي.

وصرح ميسيتش في بيان اوردته وكالة الانباء الرسمية "استطيع التأكيد ان العقيد القذافي مستعد للانسحاب كليا من الحياة السياسية والعامة مع تعهد حازم بانه لن يكون هناك اي عقبات امام اقامة تعددية حزبية واصلاحات، لكن بشرط مسبق ان تتوقف ضربات حلف شمال الاطلسي".

واوضح مسيتش ان "الرسالة الشفوية الشخصية" لمعمر القذافي تعود الى "الاسبوع الماضي" وانه ابلغ بشأنها الاثنين السفراء الاميركي والصيني والروسي في كرواتيا. وتابع ان "سلطات طرابلس حاولت ايصال هذه الرسالة عبر كل القنوات الممكنة الى الدول التي لعبت دورا حاسما في تنظيم وتنفيذ العمليات في ليبيا".

واعلن حلف شمال الاطلسي الثلاثاء ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي اطلقت الاثنين ثلاثة صواريخ سكود من محيط سرت معقل النظام ومسقط راس القذافي باتجاه مصراتة التي يسيطر عليها الثوار منددا بما وصفه بالعمل "غير المسؤول".

وقالت المتحدثة باسم الحلف اوانا لونغيسكو لفرانس برس "يمكننا تاكيد المعلومات المتعلقة باطلاق ثلاثة صواريخ سكود ارض-ارض من منطقة سرت".واشارت الى ان هذه الصواريخ اصابت "المنطقة الساحلية في مصراتة، على الارجح في عرض البحر او على الساحل".

واضافت "لا معلومات لدينا عن اضرار او ضحايا" جراء هذه الصواريخ، الا ان استخدام هذا النوع من الاسلحة عمل "غير مسؤول بتاتا". وتابعت "هذه اسلحة رعب" تمثل "تهديدا للمدنيين".

من جهة اخرى، اكد الحلف ان "القوات الموالية للقذافي اضعفت بشكل كبير" بفضل تدخل الاطلسي منذ خمسة اشهر في ليبيا بفضل هجمات المتمردين.الا ان لانغيسكو اكدت في الوقت نفسه ان هذه القوات "ما زالت تشكل خطرا".

عن أ ف ب