القرن الإفريقي يعاني من الجفاف الشديد

  • طباعة
20 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة بكل من كينيا والصومال وإثيوبيا، أغلب الأراضي بالرأس الإفريقي تعاني من الجفاف والعطش وقلة الأمطار، وكل الوسائل مناسبة للحصول على قطرة ماء.

دقت جريدة "لو موند" (le Monde) الفرنسية ناقوس الخطر معلنة عن تدهور الأوضاع بالرأس الإفريقي، حيث الملايين من المواطنين يعانون من ندرة المياه، والجفاف، والعطش،.. وقد أجبروا على الخروج من مناطقهم الطبيعية للبحث عن الماء، حتى أنهم قد يلجئون إلى خزانات المياه لبعض الشركات كما حدث في "إيسيولو" (Isiolo) شمال كينيا، عندما أخذ السكان المياه من شركة لبناء الطرقات قاطعين العديد من الكيلومترات.

تتعدد الآراء لتفسير أسباب هذا الجفاف، "أوكسفام" (Oxfam) ترى أن المشكل ابتدأ منذ 5 سنوات، ويقول "ألون ماكدونالد" المتحدث باسم المنظمة الغير حكومية التي وجهت نداء لجمع 10 ملايين يورو لمساعدة المواطنين، إن "التغييرات المناخية في هذه المناطق لا تعني أمطارا قليلة" يعني ذلك أن توزيعها وتمركزها في مناطق دون أخرى هو أساس المشكل.

ترى "أوكسفام" بأن 7 دول من كينيا حتى دجيبوتي، أي ما يعادل 23 مليون شخصا سوف يعانون من الجفاف، والأمم المتحدة ترى أن 20 مليون شخص بالرأس الإفريقي، نصفهم من الصومال (3.6 ملايين) هم في حاجة إلى المساعدات الغذائية. الجفاف ليس السبب الوحيد، ففي كينيا ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بضعفين، في حين واصلت البلاد تصديرها للحبوب، وهناك أيضا تحويلات مهمة أثرت على مخزون الحكومة من الحبوب، أما  فترات الجفاف التي كانت تفصلها في السابق 10 سنوات، فقد أصبحت ذات وثيرة سريعة بمعدل 5 سنوات (2000، 2005) أدت إلى وفاة قطعان المواشي، وقد شهدت هذه السنة 2009 أمطارا قليلة.

ترى الجريدة أن قلة الموارد قد ولدت العديد من الصراعات العرقية، حول قطعان المواشي المنتشرة بالمنطقة، بالإضافة إلى قطاع الطرق والمجرمين الذين تكاثروا بسبب ندرة الموارد، لكن ندرتها لا تعني بالضرورة التصعيد التلقائي في العنف والصراعات، لكن نزوح السكان والمواشي، مع سوء ء توزيع الموارد الجغرافي، وسوء تدبيرها، بالإضافة إلى ندرة الأمطار وتباعدها، والتزايد الديموغرافي المتواصل.. كلها عوامل زادت من حدة المشكل، وبين الفينة والأخرى تحتدم الصراعات بين السكان، الذين يرغبون في البقاء والعيش الكريم، وهو أمر غير هين في ظل هذه الظروف.
 
وقد أكدت الجريدة بأن سكان الرأس الإفريقي لا يعانون فقط من الجفاف لكن أيضا من الأمطار الطوفانية، بالإضافة إلى إعصار "إل نينو" (El Nino) الذي سيضرب المنطقة في شهر أكتوبر حسب تصريح لمديرية الأرصاد الجوية الكينية، وهو وحده كفيل بالقضاء على البنية التحتية للمنطقة، وكيفما كانت الاستعدادات لمواجهة مثل هذا الطوفان إلا أن خسائره سوف تكون وخيمة، على بلدان القرن الإفريقي التي وكما يبدو سوف تستمر في نضالها مع الجوع والعطش وندرة الموارد.