الاتحاد الأوربي يتدارس قرارا برفض اجتماعاته مع اسرائيل في القدس الشرقية

أعلنت جريدة "أ ب س" (ABC) الإسبانية أمس الخميس (03 دجنبر 2009) بأن "بروكسيل تدرس إمكانية الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين"، وأنها أيضا تنوي "عقد جميع اجتماعاتها الرسمية في هذه الجهة العربية للمدينة المقدسة أو القيام بحفلات العشاء الرسمية الفلسطينية بشكل دائم واستقبالات كبار المسؤولين الأوربيين الذين يزورون المنطقة".

من جهة ثانية، بإمكان الاتحاد الأوربي تضيف الجريدة، في أقرب الآجال "رفض الاجتماع" مع السلطات الإسرائيلية التي تستدعيه في مكاتبها بالقدس الشرقية ورفض إمكانية مرافقة الممثلين الأوربين أو أعضاء الاتحاد الأوربي من طرف السلطات الإسرائيلية أثناء زيارتهم للمدينة العتيقة التي انتزعت من الفلسطينيين سنة 1967.

هذه على الأقل بعض الترتيبات حسب الجريدة "من أجل تعزيز تواجد وحدات الجيش الوطني الفلسطيني (ANP) في القدس الشرقية والتي تتضمنها وثيقة على ما يبدو "مصنفة" للاتحاد الأوربي، والتي تم الكشف عنها من طرف اليومية "هاريتز" (Haaretz de Tel Aviv) ب"تل أبيب". تمت كتابة هذه الوثيقة من طرف القنصليات الأوربية برام الله وبالجهة الشرقية للمدينة المقدسة، وتتضمن أيضا توصيات لكي يتدخل الاتحاد الأوربي "بتعزيز تواجده" في المحاكمات المتعلقة بأحكام الإخلاء أو هدم البيوت الفلسطينية والتعامل بجد مع المعلومات حول "عنف المستعمرين" من أجل "تقييم إمكانية السماح لهم بالدخول لأوربا".

تعتبر الجريدة الإسبانية بأن الوصول إلى هذه المعلومات من شأنه أن يفاقم من تخوفات وحذر إسرائيل من نوايا بروكسيل التي تروج لها السويد، من أجل الاعتراف بالقدس الشرقية كعاصمة لفلسطين. وقد تحدث "ريوفن ريفلين" (Reuven Rivlin) الناطق باسم البرلمان الإسرائيلي في هذا الشأن، وأوضح بأن الفكرة الأوربية ب"تقسيم" المدينة العتيقة من شأنها أن توقظ بركانا من الصعب توقيفه".

ويبدو أن زعيمة المعارضة تزيبي ليفني (Tzipi Livni) قد بعثت برسالة إلى وزير الخارجية السويدي من أجل وقف هذه المبادرة، كما أن "أعضاء من البرلمان" الإسرائيلي، تقول اليومية الإسرائيلية هايوم، اتصلو أيضا بالإدارة الأمريكية من أجل ردع استوكهولم.

من جهته، قام الكونغرس اليهودي الأوربي "بدق ناقوس الخطر معلنا عن قلقه" أمام الاتفاق المتوقع للاتحاد الأوربي بخصوص القدس الشرقية،  وندد رئيسه "مشي كانتور" (Moshe Kantor) بشدة  بإمكانية هذا الأمر قائلا: "إن مساندة الحركات الفلسطينية، من جانب واحد، هو ضد روح وكلمة السلام".

للإشارة، فقد تزامنت التحذيرات الإسرائيلية الموجهة لأوربا مع نشر تقرير من طرف معهد الاستراتيجيات الصهيونية والمنظمات غير الحكومية المراقبة، وفيه تؤكد على أن منظمة بيت سليم (B´Tselem)، المنظمة الأكثر يقظة وانتقادا للاحتلال الإسرائيلي، قد كانت أكبر مستقبل للأموال الواردة عليه من طرف الحكومات الأوربية بين عامي 2006 و2009.

وقد عزز جيرالد ستاينجيرغ (Gerald Steingerg) رئيس المنظمات غير الحكومية المراقبة (ONG Monitor) هذا الرأي قائلا: "على مدى أكثر من عقد من الزمن قامت الحكومات الأوربية بالتلاعب بالسياسة الإسرائيلية، والتشجيع على تشويه صورتها بتمويل مجموعة صغيرة من المنظمات الغير حكومية".