القوات الإثيوبية تقترب من مقديشيو

بي.بي.سي: أصبحت القوات الإثيوبية على بعد ثلاثين كيلومترا من العاصمة الصومالية مقديشيو وذلك بعد الاستيلاء على مدينة جوهر الإستراتيجية في وقت سابق والتي تبعد 90 كيلومترا شمالي العاصمة. وقال شهود عيان لمراسلي بي بي سي إنهم شاهدوا قوات تابعة للحكومة الصومالية المؤقتة على متن دبابات إثيوبية في المدينة. وتعد جوهر آخر مدينة مهمة على الطريق إلى مقديشيو من الشمال لتنضم بذلك إلى ثلاثة مدن رئيسية أخرى انسحبت منها قوات المحاكم الإسلامية. وأكدت المحاكم الإسلامية أن الانسحاب هو خطوة تكتيكية تستهدف ترتيب صفوفها في ضوء استخدام إثيوبيا لسلاح الطيران وتعهدت بأن تكون حربا طويلة.

 

وتسيطر المحاكم الإسلامية حاليا على العاصمة مقديشيو بالإضافة إلى منطقة كيسمايو الساحلية. يذكر أن أبرز قائدين عسكريين في قوات المحاكم الإسلامية وهما مسؤول الدفاع يوسف اندادي ونائبه أبو منصور غير موجودين في الصومال حاليا حيث يقومان بأداء فريضة الحج. تبرير على الصعيد العالمي بررت الولايات المتحدة العمليات العسكرية التي تقوم بها إثيوبيا في الصومال. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية جونزالو جاليجوس بان العمليات العسكرية الإثيوبية هي بناء على طلب الحكومة الصومالية المؤقتة "التي تحظى بالدعم الدولي "ضد النفوذ المتصاعد لقوات المحاكم الإسلامية.

 

ومن الجدير بالذكر أن إثيوبيا تتلقى الدعم من الولايات المتحدة في مجال "مكافحة الإرهاب"والتدريب العسكري في مجال سلامة الطيران. مجلس الأمن وأمس الثلاثاء عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة توسع دائرة القتال في الصومال في أعقاب شن القوات الحكومية الإثيوبية حملة لدعم الحكومة الصومالية المؤقتة في وجه المقاتلين الإسلاميين الذين يسيطرون على معظم البلاد. وأطلع فرانسوا فول، المندوب الخاص للأمم المتحدة إلى الصومال، المجلس على مستجدات الوضع في الصومال. وخاطب فول أعضاء المجلس قائلا: "ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية عبر المفاوضات، فإنني أخشى أن يواجه الصومال فترة من تعميق هوة الصراع وزيادة حجم عدم الاستقرار في البلاد" أمر مأساوي وأضاف أن مثل هذا الأمر "سيعتبر مأساويا بالنسبة لشعب الصومال الذي يعاني منذ وقت طويل وقد يكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة برمتها". وكانت إثيوبيا قد أعلنت أمس أنها أوقعت هزيمة "نكراء"بقوات اتحاد المحاكم الإسلامية. وقامت الطائرات الحربية الإثيوبية يوم الثلاثاء بقصف القوات التابعة للمحاكم الإسلامية التي كانت تنسحب من بلدة بورهاكابا بعد استيلاء القوات الحكومية عليها الليلة الماضية. ونقلت رويترز عن أحد عناصر قوات المحاكم قوله إن الطائرات قصفتهم بشدة لمدة نصف ساعة وتأكيده أن القصف أوقع ثلاثة قتلى على الأقل في صفوفهم. وفي أديس أبابا قال رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي إن القوات الإثيوبية قتلت ألفا من عناصر المحاكم الإسلامية في الاشتباكات المستمرة منذ الأسبوع الماضي. وأضاف زيناوي "أن القوات الإثيوبية قد وجدت أدلة على وجود مقاتلين من اريتريا وبريطانيا في صفوف المحاكم الإسلامية". أما زعيم المحاكم شيخ شريف أحمد فأعرب في تصريحات أدلى بها الثلاثاء عن ثقته من تمكن قواته من تحقيق النصر ورد القوات الإثيوبية على أعقابها، مشيرا في الوقت نفسه إلى عدم وجود قوات إريترية تقاتل إلى جانب قوات المحاكم. واستبعد شيخ احمد احتمالات الحوار مع الحكومة الصومالية الانتقالية "بعدما أصبحت القوات الإثيوبية تقاتل قوات المحاكم على ارض صومالية".

 

ووصف قرار الاتحاد الإفريقي المساند للتدخل الإثيوبي في الصومال بأنه "نوع من الغباء". تحذير من موجة لجوء وحذر المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة انتونيو جوتيريس من أن آلاف الصوماليين قد يتركوا ديارهم هربا من الاشتباكات. وقال إن أكثر من 30 ألف صومالي فروا إلى الحدود الكينية عند اندلاع الاشتباكات بين المحاكم الإسلامية وأمراء الحرب الصوماليين قبل أشهر، مشيرا إلى انه يخشى تكرار ذلك. وأضاف أن حصول موجة جديدة من النزوح يمكن أن يؤدي إلى ضغط إضافي على جهود الإغاثة. وتجري تحضيرات في مخيم داداب شمال شرق كينيا في حال وصول دفعة جديدة من اللاجئين الصوماليين. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انه تعالج أكثر من 800 صومالي جرحوا خلال الاشتباكات.