اسرائيل تعترض على قرار أصدره الفاتيكان

  • طباعة

نقلت جريدة "إل باييس" (el País) الإسبانية موافقة البابا بنيديكتو 16 على مرسوم يعلن البابا "بيو 12 "محترما" (Venerable) اعترافا بـ"مزاياه البطولية"، ونقلت الجريدة أيضا خبر إمكانية وساطة البابا واعترافه بمعجزات البابا "أوخينيو باتشيلي" (Eujenio Pachelli) التي تجعل منه  "مباركا". 
 
للإشارة، فموقف "بيو 12"، تشير جريدة "لو فيغارو" (le Figaro) الفرنسية، فيما يتعارف عليه بـ"المحرقة" (la Shoah) كان سببا في جدل تاريخي دفع بالبابا "بنيديكتو 16" بتأجيل مراسيم الارتقاء هاته منذ سنة خلت حتى استكمال البحث في الموضوع، وقد تفاجأ اليوم الرأي العام بقرار نشر "مرسوم الفضائل البطولية" للبابا "بيو" مما يمهد لارتقائه وحصوله على المباركة، و"تطويبه".

لهذا السبب، رفضت إسرائيل سنة 2008 قرار"بنيديكت 16" بـ"تطويب" "بيو 12". وقد عارض وزير الشؤون الاجتماعية الإسرائيلي "يتزهاق هيرزوغ" (Yitzhak Herzog) "هذا القرار الذي سوف يحول بيو 12 إلى قسيس هو مرفوض.
 فخلال "المحرقة" كان الفاتيكان على علم بما يجري بأوربا (...) فالبابا كان قد التزم الصمت، ومن الممكن أن يكون قد فعل ما هو أفظع من ذلك، بدل النهوض، وفقا لتعاليم الكتاب المقدس، ضد سفك الدماء". 

وقد أعلن كل من "ريكاردو ذي سيغني" (Riccardo Di Segni) حاخام روما ، و"رينزو غاتيغنا" (Renzo attegna) رئيس اتحاد الجاليات اليهودية الإيطالية ، و"ريكاردو باتشيفيتشي" (Riccardo Pacifici) رئيس الجالية اليهودية الرومانية، عن سبب انتقادهم للبابا "باتشيلي"، في مذكرة مشتركة، "لصمته" أثناء الترحيل القصري لليهود في أواخر 1943 في قطار نحو "أوزويتش" (Auschwitz).

وقد أعلن "ستيفان كرامر" (Stephan Kramer) الأمين العام للمجلس المركزي لليهود بألمانيا عن "حنقه" و"حزنه" لأن بنيديكت 16 يحاول "إعادة كتابة التاريخ". لأن البعض يظن بأن البابا الحالي يريد استغلال شهرة "جون بول الثاني" بين المسيحيين  لإعطاء "المصداقية" ل"بيو 12" الذي يثير الجدل.

لكن الكنيسة تعارض هذه الانتقادات، باعتبار "بيو 12" قد لعب دورا مهما في إنقاذ مئات الآلاف من اليهود ضحايا الاعتداءات النازية. فحتى لو لم يفعل ذلك علنا إلا أنه ساعد وخبأ العديد من اليهود بالفاتيكان. وقد أكد بنيديكتو 16 عشر ذلك مؤكدا توفره على الدلائل التي تؤيد قوله بأرشيفات الفاتيكان.
 
وطالبت إسرائيل يوم الأحد (20 دجنبر 2009) رسميا بمراجعة أرشيف الفاتيكان وكل ما يخص "أوجينيو باتشيلي" الذي كان يسير الكنيسة الكاثوليكية (بين 1939 و 1958) أثناء الحرب العالمية الثانية تحت اسم "بيو الثاني عشر، مع العلم أن هذا الأرشيف لن يفتح في وجه الباحثين حتى سنة 2013.