مسجد سانت إتيان بفرنسا يتجاوز أزمة المآذن

  • طباعة

يعتبر مسجد "سانت إتيان" (Saint-Étienne) بفرنسا معلمة استطاعت التلاؤم مع الطابع المعماري للمدينة، وهو بذلك يحترم البيئة التي أنشئ بها مع ضمان قيام الجاليات المسلمة بالمدينة على أكمل وجه.

عندما قام المركز الثقافي والاجتماعي المغربي بـ"سانت إتيان" بتقديم طلب بناء المسجد سنة 2003، كانت الفكرة هي بناء معلمة
"متواضعة وغير مبهرجة"، كان هذا حلم المهندس المعماري كمال عبد الكريم، ورئيس الجامعة العربي مرشيش.

تقع المعلمة في المنطقة المنحدرة من منطقة "صولاي"، خلف الكنيسة المحلية. فمن غير المعقول بالنسبة لمصمم المشروع بناء مسجد يخفي كنيسة ساحة "غاريبالدي". وكما هو الحال بالنسبة للكثير من المساجد بأوربا، فمسجد سانت إتيان يملك صومعة.

لقد وفر المهندس "مئذنة صامتة" تمتزج مع معمار محيطها وبيئة حيها، كما هو الحال مع العشرات من المساجد بفرنسا. بالطبع هناك بعض البلديات التي رفضت وجود الصوامع مثل بلدية "جيفورس" و"ستراسبورغ"، أما الاستفتاء بسويسرا حول المآذن فقد أثار استغراب المهندس كمال عبد الكريم الذي قال بأنه "أمر غريب تنظيم استفتاء حول المآذن، بالخصوص إذا علمنا أن التي توجد بسويسرا هي صغيرة الحجم".

لقد استجاب مسجد سانت إتيان لنداء وزير الداخلية السابق نيكولاس ساركوزي، الذي ارتأى منذ 6 سنوات خلت بأنه يجب "إخراج الإسلام من السرية والأقبية تحت الأرض ومن المرائب". وفي شهور قلائل استطاع الإسلام بالمدينة التمتع بمكان ملائم للعبادة والصلاة.

وقد أضاف مدير المسجد (la mosquée stéphanoise) "إن المئذنة هي رمز لديانتنا، وهي شكل تزييني، لذلك ضمناها في مشروع مسجد سانت إتيان، وأُذكِّر بأن الآذان بالصلاة لا يصدر عن هذه المئذنة، مع العلم أن مسجدا بدون مئذنة يعادل كنيسة بدون جرس".

لا يفهم مدير المسجد موقف السويسريين وضرورة إجرائهم للاستفتاء "فهم أرادوا الإشارة إلى ديانة معينة، وهذا لا يجدي، فهم بذلك يضيفون الزيت إلى النار"، ويضيف بأنه يجب عدم "إعطاء الأهمية لمثل هذه الأمور، فدوري هو تهدئة الأوضاع"، وهو أيضا يعترف بتخوفه من بعض ردود الفعل المبالغة التي قد "تأخذ المئذنة ذريعة للتكلم عن الهجرة. فأنا أتخوف من أن يصيب استفتاء سويسرا فرنسا بالعدوى، فلنتنبه لخلط الأمور، من جهتنا فنحن لن نقع في الاستفزاز".