حركة 20 فبراير... بداية النهاية

  • طباعة
الأمور داخل حركة 20 فبراير لا تسير كما رسم لها منظروها من اليساريين والعدليين، بعد أن أصبحت الحركة عاجزة عن جمع حفنة من المواطنين ودفعهم إلى ترديد شعارات لا تثير شيئا في المتلقي.

وبعد أن دخل الشك إلى نفوس المؤمنين بها، وأشير بالبنان إلى جماعة العدل والإحسان واتهمت بـ "بيع الماتش" والتفاوض سرا مع الدولة. العشر الأواخر من رمضان لم تكن فأل خير على حركة 20 فبراير، فبعد مسيرات ووقفات احتجاجية عقب صلاة التراويح خلال ثلاثة أسابيع الأولى من الشهر الكريم، وقع ما لم يكن في الحسبان، بعد أن رفعت العدل والإحسان يدها وفضلت عناصرها الاعتكاف، سيرا على عادة الجماعة، على الخروج إلى الشارع لترديد شعارات مستهلكة.

اليساريون داخل حركة 20 فبراير أعطوا لهذا التخلي غير المبرر من قبل الجماعة عن الحركة تفسيرا آخر، واعتبروا أن مريدي ياسين تلقوا أوامر من شيخهم بعدم النزول إلى الشارع حتى تنتهي المفاوضات السرية بين الجماعة والدولة، معتبرين أن حججا من قبيل الاعتكاف أو ليلة القدر، واهية ومجرد ذريعة للتغطية على المفاوضات السرية.

ويزكي يساريو حركة 20 فبراير كلامهم بأن أتباع ياسين لم يشاركوا في بعض الوقفات التي دعت إليها الحركة بعد رمضان، والتي أظهرت ضعفا ملحوظا في التأطير والتنظيم، بعد أن ألغيت العديد من الوقفات بمجموعة من المدن المغربية، فيما أقحم أطفال صغار في وقفة بالبيضاء، في لعبة يفترض أنها تجمع بين الكبار.

بعض المتتبعين لمسار الحركة منذ بدايتها لهم تفسير آخر لما يجري داخل 20 فبراير، إذ يؤكدون أن الأمر لا يعدو أن يكون "مناورة" من جماعة العدل والإحسان، الهدف منها إظهار الحجم الحقيقي للحركة بدون جماعة ياسين، في أفق العودة بقوة وبمواقع قيادية داخل الحركة، بعد أن يكتشف اليساريون أنهم بدون أهمية أو وزن في غياب العدليين.

فئة أخرى ترى أن جماعة العدل والإحسان أحست بأن مسألة الوقفات الاحتجاجية لم تعد تؤدي الدور المنوط بها، والذي راهن من خلاله أتباع ياسين على إشراك المواطنين في هذه الاحتجاجات،  ودفعهم إلى الانخراط في الحركة من أجل توسيع رقعة المحتجين واستعمالهم للضغط على الدولة، مضيفين أن أمل الجماعة خاب بعد أن لم يبال المواطنون العاديون أو عامة الشعب بوقفات الحركة، وبالتالي وجدت الجماعة نفسها في موقع ضعف وكان لزاما عليها تغيير التكتيك الذي لن يخرج عن شيئين اثنين، إما الدخول في مفاوضات سرية مع الدولة قبل الوصول إلى إفلاس الحركة الوشيك بسبب الوهن الذي أصابها في الأسابيع الأخيرة، أو رفع اليد عن الحركة لإظهار ضعفها والعودة بقوة ووفق أسلوب اشتغال جديد، قد يتخذ شكل الدخول في اعتصامات بدل تنظيم وقفات احتجاجية أصبحت مستهلكة، ولم تأت بالنتيجة المنتظرة منها، حسب تقييم الجماعة.

وسواء عاد أصحاب ياسين إلى حركة 20 فبراير أو انتهت مفاوضاتهم السرية مع الدولة بدخولهم اللعبة السياسية بعد السماح لهم بتأسيس حزب سياسي، فإن زواج المتعة الذي جمع بين اليساريين والإخوان داخل الحركة انتهى أجله، وأن مستقبلها الآن بيد جماعة عبد السلام ياسين، وما ستسفر عنه المفاوضات السرية.


المصدر: جريدة الصباح