مسلمو اسبانيا يوجهون نداء للبابا من أجل الصلاة بمسجد قرطبة

قال مسلمون إسبان يوم الثلاثاء 26 دجنبر إنهم دعوا البابا للسماح لهم بالصلاة في كاتدرائية قرطبة التي بنيت أساسا كمسجد خلال حكم العرب لاسبانيا الذي استمر قرونا. وفي رسالة إلى البابا بيندكت قال المجلس الإسلامي في اسبانيا إن كبار رجال الدين الكاثوليك الإسبان رفضوا طلبات المسلمين للسماح لهم بالسجود لله داخل مبنى الكاتدرائية الذي تحول إلى كنيسة في القرن الثالث عشر. وجاء في الرسالة "ما نريده ليس الاستيلاء على هذا المكان المقدس وإنما أن نقيم فيه معكم ومع الأديان الأخرى مكانا دينيا فريدا في العالم سيكون له أهمية كبرى في إعادة السلام إلى الإنسانية".

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أي شخص في مؤتمر الأساقفة الكاثوليك باسبانيا، لكن المؤتمر أصدر في وقت سابق من هذا الشهر نشرة إخبارية تقول انه "لا يوصي" بأداء مسلمين الصلاة في الكاتدرائية. وأضاف المؤتمر في البيان الذي نقلته صحيفة "ايه بي سي" أنه غير مستعد للتفاوض بشأن الاستخدام المشترك للمبنى مع أديان أخرى.

وقال الأمين العام للمجلس الإسلامي منصور اسكوديرو إن حراس الأمن في أحيان كثيرة يمنعون مصلين مسلمين من أداء الصلاة داخل المسجد القديم وشكا من أن عناصر في الكنيسة الكاثوليكية يشعرون بالتهديد من زيادة عدد المسلمين في اسبانيا. وقال الأمين العام لوكالة الأنباء رويترز "هناك عناصر رجعية داخل الكنيسة الكاثوليكية وعندما يسمعون عن بناء مسجد أو تعليم إسلامي في مدارس الحكومة أو عن الحجاب يعتبرون ذلك علامة على أن عددنا يزداد وهم يعارضون هذا".

وقال منصور إن المسلمين يأتون من كافة أنحاء العالم ليشاهدوا كاتدرائية قرطبة التي لا تزال تعرف بأنها "الكاتدرائية المسجد" وأنها بنيت عندما كان معظم أراضي اسبانيا عربية وتسمى الأندلس بوصفها مركزا كبيرا للفكر الإسلامي والعمارة الإسلامية. وسقطت آخر ارض إسلامية في اسبانيا مع سقوط غرناطة في عام 1492 بعد ثمانية قرون تقريبا من الوجود العربي. ولاتزال الغالبية الكبرى من الأسبان يصفون أنفسهم بأنهم كاثوليك مع أن التردد على الكنائس انخفض في الأعوام الأخيرة لكن أكثر من مليون من 44 مليون اسباني مسلمون حاليا غالبيتهم مهاجرون وصلوا حديثا من شمال إفريقيا.